للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في البلدةِ الواحدة، ومعَ توفرِ السيارةِ الفاخرة.

٣ - ومِنْ مُفسداتِ الأخوّةِ: الإفراطُ في المعاتَبةِ وكثرةُ اللَّوْم، والنظرُ إلى السلْبياتِ فيهِ دونَ الإيجابيات، وعدمُ الاعتذار عنه والتسامحِ معه، قالَ رجاءُ بنُ حَيْوَةَ رحمَهُ الله: (من لم يُؤاخِ إلا مَنْ لا عَيْبَ فيه قلَّ صديقُه، ومنْ لمْ يرضَ مِنْ صديقِه إلا بالإخلاصِ لَهُ دام سُخْطُه، ومنْ عاتبَ إخوانَهُ على كلِّ ذَنْبٍ كثُرَ عدوُّه) (١) وكَمْ نحتاجُ إلى مثلِ هذهِ الكلماتِ في التعاملِ معَ إخوانِنا.

٤ - وسوءُ الظنِّ بالأخِ المسلمِ مفسدٌ للمودَّة، وكَمْ نسجَ الشيطانُ في عقلِ الإنسان أوهامًا عن أخيهِ المسلم، فهَجَرَهُ فترةً من الزمن أو وقعَ بَيْنه وبَيْنه منَ الخصومةِ ما اللهُ بهِ عليم، ثمَّ تبيَّنَ بعدَ حينٍ أنَّ هذا الظنَّ كاذبٌ، وأَنَّ هذا الهجرَ لا مُبرِّر له، فاحذَرْ أخي المسلم سوءَ الظنِّ- واحملْ إخوانَكَ على المحامِلِ الطبِّية ما وجدتَ لذلكَ سبيلًا.

٥ - ومنْ مفسداتِ الأخوةِ اقترافُ المعاصي والذنوب، ومِنْ هديِ النبوة: «ما توادَّ اثنانِ في الله فيُفرَّقَ بينهما إلا بذنبٍ يحدِثُهُ أحدُهما» (٢).

٦ - ومنْ مفسداتِ الأخوةِ: الحسدُ؛ فذاك داءُ الأمم، ومنْ باب أولى أن يكونَ داءَ الأفراد، وكمْ قطع الحسدُ مودة، وكَمْ نَغَّضَ مِنْ عيش، فتَعوَّذوا باللهِ مِنَ الحَسَد، واقرءوا معَ وِرْدِ الصباح والمساء: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} (٣).

٧ - ومِنْ مفسداتِها الإفراطُ والغلوُّ في المحبَّةِ وكثرةُ المِزاحِ المفضيَةُ إلى


(١) سير أعلام النبلاء (٤/ ٥٥٨).
(٢) رواهُ البخاريُّ في الأدب المفرد وصحَّحه الألبانيُّ في صحيح الجامع الصغير ٥/ ١٣٩ ح ٥٤٧٩.
(٣) سورة الفلق، الآية: ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>