للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتذكرُ وتُنيبُ وتُسلِمُ: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ} (١).

لقدْ عُرضتِ الأمانةُ على السماواتِ والأرضِ فأبيْنَ أنْ يحملْنَها وأشفقْنَ منها .. وحملتَها أنتَ .. أفلا تفي بعهدِك مع الله؟ أفنيستَ الميثاقَ؟ {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} (٢).

عجبًا لكَ يا ابنَ آدم حين تعصي ربَّكَ وغيرُكَ يطيعه، وتفجرُ وتفسقُ وغيرُك يركعُ ويسجد.

يا ابنَ آدم، خلقك اللهُ في أحسنِ تقويم، ضمِنَ رزقَك، وأحصى أجلَك وما يريدُ منك إلا عبادتهُ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ، مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ، إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (٣) أفتستنكِفُ وتستكبرُ عن العبوديةِ لله .. وكلُّ منْ في الكونِ عبدٌ لله؟

إنكَ بينَ خياريْن؛ فإما أنْ تكونَ عبدًا لله- وهو يستحقُ العبوديةَ ويجزي عليها- وإما أن تكونَ عبدًا لغيرِه منَ الأهواءِ والشهواتِ والمعبوداتِ، فتلكَ الشِّقْوةُ في الدنيا والخسرانُ المبينُ في الآخرة: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} (٤).


(١) سورة الزمر، الآية: ٥٤.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ١٧٢.
(٣) سورة الذاريات، الآيات: ٥٦ - ٥٨.
(٤) سورة الجاثية، الآية: ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>