والحديث .. وبحجةِ أنَّ هذهِ أمورٌ تخصُّ المرأة، وينسى هذا الرجلُ أنَّ وقوفَهُ مع زوجتهِ شرفٌ له وكرامة، وحفظٌ لمحرَمِهِ، لا سيما أنَّ بعضَ النساءِ تتسامحُ في المزاحِ معَ الخياط .. ولربما أظهرتْ مِنْ مفاتِنِها عندَه ما يكفي لشيوعِ المنكرِ وإثارةِ الغرائز! فكيفَ الحالُ إذا أعطتهُ المرأةُ رقمًا خاصًا- هاتفًا أوجوالًا- يُكلمُها عليهِ للاستفسارِ عنْ أيِّ شيء! أو أعطاها هو رقمًا خاصًا تكلمُهُ عليهِ للاستفسارِ عنْ أيِّ شيء! أو أعطاها «البُردات» والصورَ الخاصةَ بالموديلات لتطلعَ عليها ثم تُكلمهُ وحدَها منْ بيتها .. إنها وسائلُ تفضي للفساد وتدعو للفتنةِ، ومهما كانت الثقةُ بالمرأة- وهي أهلٌ لذلك- فقطْعُ دابرِ الفتنةِ أولى، والتحوّطُ لحمايةِ الفضيلةِ وحراستِها أحرى، وإذا قيلَ هذا عنْ مشاغلِ الرجالِ قيلَ كذلكَ في الاحتياطِ منْ مشاغلِ النساء، لا سيما تلكَ التي تتوفرُ بها نساءٌ كافراتٌ .. أو مسلماتٌ مستهترات.
إنها أمورٌ بُلينا بها جميعًا .. فلا أقلَّ مِنْ أنْ نحتاطَ وننتبهَ ونفعلَ الأسبابَ.
أيها المسلمون: أما الظاهرةُ الرابعةُ فهي ترددُ بعضِ النساءِ- هداهنَّ اللهُ- على الأسواقِ والمحلات، وفي ساعاتِ الليلِ والنهار، وهناكَ لا تسأَلْ عن ابتزازِ الأموال، وعنِ التسامحِ بالحجاب، وتبادل الضحكاتِ والمزاحِ، ولربما انفردَ البائعُ بالمرأةِ وحدَها في المعرض؟ وما خلا رجلٌ بامرأةِ إلا كانَ الشيطانُ ثالثهُما، وثمَّةَ ذئابٌ تتسلقُ وبمهارةٍ أبوابَ الفضيلة، وتهتكُ الحياءَ، وتتطاولُ على القِيَم، فهلْ ترضي أيها الوليُّ لأحدٍ منْ أهلِك أن تُسرق أخلاقُه معَ سرقةِ ماله؟ هلْ يكفيكَ أنْ تُوصلَ أهلَك إلى السوقِ ثم تتفقُ معهمْ على موعدٍ للعودة؟ وهلْ تدري ما يجري لهم؟ ومهما بلغتْ مشاغلُك وحرصُك على وقتِكَ، أفيكونُ ذلك عندكَ أهمَّ منْ حرصكَ على جاهِكَ وشرفِك؟
إنَّ أمورًا نسمعُها منْ بعضِ النساءِ وبعضِ الباعةِ في الأسواق، تُدمي القلبَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute