لهم، بل وماذا فوتّ عليهم ... إنْ في مصالحِ الدينِ أو الدنيا، أو كليهما؟
إنها ظاهرةٌ تستشري وتؤذي، وتشكلُ خطرًا أمنيًا، وتخلِّفُ آثارًا في الصحةِ والأخلاق، والاقتصاد، والعوائدِ الاجتماعية، وهي سبيلٌ لفناءِ الأوقاتِ وإضاعةِ الزمن ومنْ وراء ذلك ضياعٌ الشباب .. فهل ننتبهُ ونسارعُ للعلاج؟
أيها المسلمون: وثاني هذهِ المظاهرِ ما ابتُليتْ به بعضُ العوائلِ من كثرةِ الترددِ على الحدائق، وبعضُ الأولياءِ يبلغُ بهِ التغفيلُ أو اللامبالاةُ بمصير عائلتِهِ، بحيثُ يرميهمْ في هذهِ الحديقةِ ويذهبُ لشأنه، وربما قَضى شطرًا من الليلِ ساهرًا مع شِلَلِه، أو نائمًا في فراشِه موكَّلًا لأحدِ أبنائه أو السائقِ بالمرور عليهم في ساعةٍ متأخرةٍ من الليل، وهناكَ في الحدائقِ تتجول الفتياتُ المراهقاتُ في طولِ الحديقة وعرضِها، وربما تعرَّضَ لها شبابٌ مستهترون فآذوهنُّ أو عقدوا صلاتٍ معهنَّ، وربما رموا بأرقامٍ هاتفيةٍ عليهنَّ فكانت البدايةُ لصلاتٍ مشبوهة، وعلى أقلِّ تقديرٍ ربما كانتِ الحديقةُ سببًا لعقدِ صِلاتٍ مع فتياتٍ مستهتراتٍ .. فكانت البداية للانحرافِ عبرَ هدايا للصورِ الخليعةِ، أو الأشرطةِ الماجنةِ أو التعريفِ على أصدقاءِ سوءٍ، أو نحوِ ذلك من أمورٍ لا تُحمدُ عقباها .. فأينَ أنتَ أيها الولي .. أبلَغَ بكَ الاهتمامُ بأسرتِكَ هذا المبلَغ؟ أم بلَغَ بك التغفيلُ والبساطةُ هذا المستوى؟ إنَّ الأسرةَ أمانةٌ في عنقِكَ، وكمْ تتحملُ منْ عارٍ- لا قدَّرَ الله- لو حصلَتْ في بيتك أو لأحدِ أفرادِ أسرتكَ كارثةٌ .. وأنتَ سببٌ فيها .. ألا إنَّ الوقايةَ خيرٌ من العلاج، والسلامةُ لا يعدِلُها شيءٌ، وكنْ فطِنًا حذِرًا، ومن يتقِ اللهَ يجعلْ لهُ مخرجًا.
أيها الناس: أما الظاهرةُ الثالثةُ فهيَ كثرةُ ترددِ النساءِ على الخياطينَ، سواءً كانت وحدَها، أو بصحبةِ وليِّها- الذي يكتفي أحيانًا بإيصالها، ثم يمكثُ في سيارتِهِ تاركًا المرأةَ تتحدثُ وتتفاوضُ معَ الرجلِ، دونَ أنْ يُشاركَها في الوقوفِ