للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورسولِهِ إلا سلّطَ اللهُ عليهمْ عدوَّهمْ منْ غيرهمْ فأخذوا بعضَ ما كانَ في أيديهم، وما لمْ تحكمْ أئمتُهمْ بكتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ ويتحروا فيما أنزلَ اللهُ إلا جعلَ اللهُ بأسَهمْ بينَهم» (١).

والسؤال: ما واقعُ الأمةِ المسلمةِ منْ هذهِ المنكراتِ، وما نصيبُ كلَّ فردٍ منها؟ !

نعوذُ باللهِ من جَهْدِ البلاء، ومنْ دَرَكِ الشقاءِ، ومنْ شماتةِ الأعداء.

إخوةَ الإسلام:

٦ - ومنْ سُننِ اللهِ في النصرِ عدمُ اعتبارِ القلةِ والكثرةِ في ميزانِ النصر، فقد تنتصرُ القلةُ المؤمنةُ الصابرة على الكثرةِ الكافرة: {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} (٢)، وقدْ ينصرُ اللهُ الفئةَ المستضعَفةَ على الكثرةِ المستكبرة: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ} (٣) فاللهُ يدافعُ عن الذين آمنوا، واللهُ ينتقمُ من الكافرينَ بأيدي المؤمنين {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} (٤).

{وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} (٥).

٧ - لكنْ لا بدَّ من العلمِ كذلكَ أنَّ منْ سُنن اللهِ أنَّ النصرَ قدْ يتأخرُ وقدْ تكونُ جولاتٌ وجولاتٌ بينَ معسكرِ الحقِّ والباطلِ؛ ليميزَ اللهُ الخبيثَ من الطيب، ويتبينَ الصادقونَ من المنافقين، وقد يتأخرُ النصر، بلْ تحصلُ المصيبةُ على


(١) صحيح الجامع الصغير ٦/ ٣٠٦.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٤٩.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ١٢٣.
(٤) سورة التوبة، الآية: ١٤.
(٥) سورة الأنفال، الآية: ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>