للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمين ليكرِمَ اللهُ منْ يُكرمُ بالشهادةِ ويمحصَّ المؤمنين ويمحقَ الكافرين، وفي هذا يقولُ ربُّنا مخاطبًا خيرةَ المرسلين وخيرَ القرون {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ، وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} (١).

ومهما تأخرَ نصرُ المؤمنين، ومهما تسلطَ الكافرون فثمةَ أجلٌ محددٌ ينتهي فيه الظلمُ ويهلكُ الظالمون، ذلك أنَّ الناسَ قدْ يرونَ موجباتِ العذابِ، وأسبابَ الانهيار قد حلَّتْ بأمةٍ من الأممِ والدولِ ثمَّ لا يرونَ زوالَها بأنفسِهم، وسنةُ الله ماضيةٌ لكنْ قدْ يكونُ عمرُ هذه الدولةِ الظالمةِ أطولَ منْ عمرِ الأفرادِ المعاصرين لها، ولا بدَّ من استيفاءِ الأجلِ كما قال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} (٢).

وقالَ تعالى: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا} (٣).

اللهمَّ انفعْنا بالقرآن.


(١) سورة آل عمران، الآيتان: ١٤٠ - ١٤١.
(٢) سورة الحجر، الآية: ٣٤.
(٣) سورة الكهف، الآية: ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>