للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولوازمهِ، وبيقظةِ المسلمينَ يُرهبُ الأعداءُ، قديمًا وحديثًا؛ وهنا أسوقُ لكم خبرًا وتعليقًا جاء في إذاعة «إسرائيل» ونصّهُ: «أنَّ على اليهودِ وأصدقائِهم أنْ يدركوا أنَّ الخطرَ الحقيقيَّ الذي تواجههُ «إسرائيلُ» هو خطرُ عودةِ الروحِ الإسلاميةِ إلى الاستيقاظ من جديد ... وإنَّ على المحبينَ لإسرائيلَ أنْ يبذلوا كلَّ جُهدِهم لإبقاءِ الروحِ الإسلاميةِ خامدةً؛ لأنها إذا اشتعلتْ منْ جديدٍ فلنْ تكونَ إسرائيلُ وحدَها في خطر، ولكنَّ الحضارةَ الغربيةَ كلَّها ستكونُ في خطر» (١).

فهل يدركُ المسلمونَ مكمنَ القوةِ عندهم، فيستعلُموا بإيمانِهم ويجدِّدوا في توبتِهم إلى بارئِهم مُستحبيبين لنداءِ الرحمن {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (٢).

كمْ نحنُ بحاجةٍ إلى التوبةِ أفرادًا وشعوبًا ودولًا، توبةً مما يعلَمُه الناسُ عنا، وتوبةً مما لا يعلمُه إلا اللهُ عنْ كلِّ أحدٍ منا، لا بدَّ من التوسلِ إلى اللهِ في كلِّ حينِ والتضرع إليه حينَ الخطوبِ، والخروجِ منْ وَحَلِ الموبقاتِ وتطهيرِ الأنفسِ من السيئاتِ .. لعلَّ الله أنْ يرحمَنا ويدفعَ عنّا ويصرفَ عنْ إخواننا المسلمين ما حلَّ بهم من الضراءِ والكربات .. فهو وحدَه فارجُ الكُرباتِ، وهو وحدَه كاشفُ البليَّاتِ .. هوَ حسبُنا ونعمَ الوكيلُ، على اللهِ توكلْنا وعليه فليتوكلِ المؤمنون .. اللهمَّ فارجَ الكرباتِ .. فرّجْ عنا وعنْ إخوانِنا كلَّ كرب وانصرنا على عدوكّ وعدونا.


(١) ليالي تحت القمر، علي بن محمد المسعود/ ٤٦.
(٢) سورة النور، الآية: ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>