للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - والرؤيا من المبشِّراتُ: كما أخبرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: «لم يبقَ من النبوةِ إلا المُبشِّراتُ» قالوا: وما المبشِّراتُ؟ قال: «الرؤيا الصالحةُ يراها المسلمُ أو تُرى له» (١).

قال ابنُ التِّين: معنى الحديث: أنَّ الوحيَ ينقطعُ بموتِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ولا يبقى ما يُعلم منه ما سيكون إلا الرؤيا .. (٢)

٣ - ورؤيا المؤمنِ تكادُ لا تكذب .. أخرجَ البخاريُّ في «صحيحه» عن أبي هريرةَ قال صلى الله عليه وسلم: «إذا اقتربَ الزمانُ لم تكدْ رؤيا المؤمنِ تكذبُ، ورؤيا المؤمن جزءٌ من ستةٍ وأربعينَ جزءًا منَ النبوة، وما كانَ من النبوةِ فإنه لا يكذبُ» (٣).

قال أهلُ العلم: إذا اقتربتِ الساعةُ وقُبضَ أكثرُ العلم، ودَرَستْ معالمُ الديانةِ بالهرجِ والفتنةِ، فكانَ الناسُ على مثلِ الفترةِ محتاجينَ إلى مُذكِّرٍ ومجددٍ لِما دَرَسَ من الدين كما كانتِ الأممُ تُذكرُ بالأنبياء، لكنْ لمَّا كانَ نبيُّنا خاتمَ الأنبياء، وصارَ الزمانُ المذكورُ يُشبهُ زمانَ الفترةِ عُوِّضوا بما مُنعوا من النبوةِ بِعدَه بالرؤيا الصادقةِ، التي هيَ جزءٌ من النبوةِ الآتيةِ بالتبشيرِ والإنذار (٤).

٤ - تعبيرُ الرؤى، والاجتهادُ في حملها على الخير: لا ينبغي الاستعجالُ بتعبير الرؤى، فقدْ وردَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنهُ قال: «الرؤيا على رِجْلِ طائرٍ ما لم تُعبَرْ، فإذا عُبِرَتْ وَقَعتْ» أخرجه أبو داود والترمزي وابن ماجه بسند حسَّنه الحافظُ ابنُ حجر وصحَّحه الحاكم (٥).


(١) رواه البخاريُّ ومسلم وغيرهما (الفتح ١٢/ ٣٧٥).
(٢) الفتح ١٢/ ٣٧٦.
(٣) خ ٧٠١٧.
(٤) الفتح ١٢/ ٤٠٥.
(٥) الفتح ١٢/ ٤٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>