للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعنْ عطاء: كان يُقال: الرؤيا على ما أُوِّلت، بسند حسن (١).

وإليكمْ هذهِ الرؤيا وتوجيهِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم فيها:

فقدْ أخرجَ الدارميُّ بسندٍ حسنٍ- كما قالَ الحافظُ ابنُ حجر- عنْ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها قالت: كانتْ امرأةٌ من أهل المدينةِ لها زوجٌ تاجرٌ يختلفُ- يعني في التجارة- فأتتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقالتْ: إنَّ زوجي غائبٌ وترَكني حاملًا، فرأيتُ في المنامِ أن ساريةَ بيتي انكسرت، وأني ولدتُ غلامًا أعورَ، فقالَ صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم: «خيرٌ، يرجعُ زوجُك إن شاءَ اللهُ صالحًا، وتلدينَ غلامًا برًّا» فذكرتُ ذلكَ ثلاثًا، فجاءتْ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم غائبٌ، فسألتُها فأخبرَتْني بالمنام، فقلت (أي عائشة): لئنْ صدقَتْ رؤياكِ ليموتنَّ زوجُك، وتلدينَ غلامًا فاجرًا، فقعدتْ تبكي، فجاءَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «مهْ يا عائشةُ، إذا عَبَّرتمْ للمسلم الرؤيا فاعبُروها على خيرٍ، فإنَّ الرؤيا تكونُ على ما يُعبِرُها صاحبُها» (٢).

ومن هنا يُقالُ لأهلِ التعبيرِ وغيرِهم: على رِسْلِكم في التعبير، لا سيَّما وقدْ غلبَ على بعضِ أهلِ هذا العصرِ الانهماكُ في الرؤى والمناماتِ، فصار سؤالُهم عنْ أحلامِهم آكدَ وأهمَّ من السؤال عن أمور دينهم، كما تزايد عددُ المعبِّرين وصاروا يتصدَّرون المساجدَ والمجالسَ والقنواتِ الفضائيةِ والمجلاتِ، وغالى بعضُ هؤلاءِ المعبِّرينَ فجزمَ بأمورٍ دقيقةٍ وقطعَ بأمورٍ غيبيةٍ مستقبلية، لمجردِ رؤيا أو عددٍ من الرؤى، وكان كما لو كانَ له رَئيٌّ من الجِنِّ، نسأل اللهَ العفوَ والسلامةَ (٣).


(١) الفتح ١٢/ ٤٣٢.
(٢) الفتح ١٢/ ٤٣٢.
(٣) د. عبد العزيز العبد اللطيف، على رسلكم يا أهل المنامات، مجلة البيان رجب ١٤٢٣ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>