للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليهِ يومٌ وإنه لكظيظ. أخرجهُ أحمدُ ورجالُه ثقات (١).

وفي «البخاري»: «إنَّ ما بينَ المصراعينِ منْ مصاريعِ الجنة، لكما بينَ مكةَ وهجَر أو هجرَ ومكة، أو كما بينَ مكةَ وبُصرى» (٢).

وفي روايةِ ثالثة: «البابُ الذي يدخلُ منهُ أهلُ الجنةِ مسيرةُ الراكبِ المجوِّد ثلاثًا، ثمَّ إنهمْ ليضَّطغطونَ عليه حتى يكادُ مناكبُهم تزول» (٣) وقال ابنُ القيم: وهذا مطابقٌ للحديثِ المتفقِ على صحته (كما بينَ مكةَ وبصرى).

يا عبدَ الله، وحينَ تعلمُ أنَّ الجنةَ درجاتٌ فاجتهدْ في بلوغِ أعلاها منزلةً في العملِ والدعاء، فقدْ صحَّ الخبرُ أنَّ في الجنةِ مائةَ درجة، ما بينَ كلِّ درجةٍ ودرجةٍ كما بينَ السماءِ والأرض، والفردوسُ أعلاها درجةً، منها تفجَّرُ أنهارُ الجنةِ الأربعة، ومنْ فوقها يكونُ العرشُ، فإذا سألتمُ اللهَ فاسألوهُ الفردوسَ (٤).

وفي مثلِ هذا الشهر- بصيامِ نهارهِ وقيامِ ليلهِ وزيادةِ البرِّ والخيرِ فيه- فرصةٌ للعملِ والدعاء، فلا تكُ منَ المحرومينَ أو الكسالى.

آهٍ ثم آهٍ على منْ فرّطَ في سلعةِ اللهِ الغالية، ولطالما امتدتْ إليها الأعناقُ، وتقربَ إليها المُشَمِّرون بصنوفِ الطاعاتِ، فهذا مجاهدٌ في سبيلِ الله يحملُ سلاحَه بيد، ومنيَّتُه بالأخرى ينتظرُ الشهادةَ والجنةَ، وآخرُ قانتٌ آناءَ الليلِ ساجدًا وقائمًا يحذرُ الآخرةَ ويرجو رحمةَ ربِّه، وثالثٌ أواهٌ مُخبتٌ مُنيبٌ صادقٌ في نيتهِ


(١) حادي الأرواح ص ٨٩.
(٢) خ ٣٣٤٠، ٣٣٦١.
(٣) حادي الأرواح/ ٩٠.
(٤) أخرجه الترمذي، جامع الأصول ١٠/ ٥٠٠، قال المحقق صحيح، وهو عند البخاري بأتم منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>