للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صليل السيوف وطعن الرماح، ومع ذلك كان يستشعر لذة هذه الحياة، ويرجو أجرها عند الله فيقول: خالد بن الوليد رضي الله عنه: (لقد طلبت القتل مظانه فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي، وما من عملي شيء أرجى عندي بعد أن لا إله إلا الله من ليلة بتها وأنا متترس والسماء تهلني تمطر إلى صبح حتى نغير على الكفار) (١).

وهو القائل (ما من ليلة يهدى إليّ فيها عروس أنا لها محب أو أبشر فيها بغلام أحب إلي من ليلة شديدة البرد كثيرة الجليد في سرية أصبح فيها العدو) (٢).

وهذا سلمان الفارسي رضي الله عنه يزور الشام فيسأل عن أبي الدرداء رضي الله عنه فيقال: يا أهل بيروت ألا أحدكم حديثًا يذهب الله به عنكم عرض الرباط، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «رباط يوم وليلة كصيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطًا أجير من فتنة القبر، وجرى له صالح عمله إلى يوم القيامة» (٣) وفي رواية لمسلم: «وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجرى عليه رزق وأمن النفاق» (٤).

أمة الإسلام إذا عز الجهاد في سبيل الله، أو تعذر الرباط في ثغور المسلمين فلا أقل من أن يبقى حديث النفس في الغزو والجهاد، وإنهما من خير ما تستثمر به الأوقات وتستنفد فيه الأعمار، «فالجنة تحت ظلال السيوف» (٥).


(١) الإصابة ٣/ ٧٤.
(٢) كذره الهيثمي في المجمع ٩/ ٣٥٠، وقال: رجاله رجال الصحيح. وذكره غيره، السير ١/ ٣٧٥، الإصابة ٣/ ٧٣.
(٣) إسناده حسن، السير ١/ ٥٠٦.
(٤) صحيح مسلم ٣/ ١٢٠ ح ١٩١٣.
(٥) رواه الحاكم بسند صحيح، صحيح الجامع ٣/ ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>