بأسبابِ وأهدافِ الحربِ، ومهما اختلفت وجهاتُ النظرِ في أسباب ضربِ الأمريكانِ للأفغان .. فلا أظنُّها تختلفُ في عدم وجود مبرِّرٍ لها في ضربِ العراق ... وما عَلاقةُ حصارِ العراق وضربِه بأحداث الحادي عشرَ من سبتمبر؟ ومع أن العراقَ حاول قطعَ الطريقِ على أمريكا فسمح للمفتِّشينَ بدخولِ العراق ... إلا أن أمريكا فيما يظهرُ مصرَّةٌ على ضربِ العراق، حتى ولو غنَّى أبناءُ بغداد النشيدَ الوطنيَّ لأمريكا - كما قيل -، ومهما كان نظامُ صدَّام غاشمًا فهل يجيزُ ذلك ضربَ شعبِ العراق واحتلالَ أرضِه ومقدَّراتِه؟ هذا لو كان المخطَّطُ يقف عند حدودِ العراق، فكيف والمخططُ أبعدُ من ذلك؟
وهنا يَرِدُ السؤالُ: ما موقفُ العالمِ الإسلاميِّ من هذا الهجوم الغربي على بلادِ المسلمين؟ وهل يجوز السكوتُ والعالمُ النصرانيُّ وبمؤازرةٍ من اليهود يَعِيثون فسادًا في بلادِ المسلمين؟ وكلما انتَهَوا من معركةٍ استعدُّوا لأختها .. في مخططٍ واسعِ الانتشار بعيدِ الأمد .. من الخطأ والتغفيل أن يوقفَ عند حدود الحادي عشرَ من سبتمبر .. بل هو يُعَدُّ ويُصنَع في دهاليز الساسةِ واللجانِ المتخصصةِ قبل ذلك بسنينَ. فإن قيل: فما الدليلُ؟ أجيب: بأن قانونَ الاضطهادِ الغربيَّ الأمريكيَّ خيرُ برهانٍ. فما الذي يَهدِفُ إليه القانون؟ ومتى صدر؟ لقد صدر القرارُ في أيام (كلنتون) عام ١٩٩٧ م.
وهذا القانون يرفضُ في الواقع الدينَ والثقافةَ والتقاليدَ التي ترى أمريكا أنها عقبةٌ أمام حرّيةِ الأديان؟ ويؤكد القانونُ على أن تتحوَّل الدولُ الإسلاميةُ -بعد سنواتٍ- إلى أن تكونَ دولًا عِلْمانيةً وتنتهجُ سياسةَ المساواةِ في الأديانِ، وتُستبدَلُ وزاراتُ الشئونِ الإسلامية بوزاراتِ الأديان، ويتيحُ القانونُ لأمريكا حقَّ مَنْحِ المساعدات أو الحصارِ حَسَبَ تعاملِ هذه الدول مع الأقلِّيّات الدينية