ووقفتنا لهذا النصر في عين جالوت تتمثل في النقاط التالية: -
١ - الفرق بين البطانة كبير بين هزيمة المسلمين في بغداد وانتصارهم في (عين جالوت) .. والفرق كذلك بين همم القادة للجهاد .. واستسلامهم للعدو يؤثر على مجريات الأحداث ونتائج المعارك.
٢ - الجهاد وسيلة الأمة المسلمة للنصر والتمكين، وما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا وأصيبوا من قبل الأعداء، والتاريخ خير شاهد.
٣ - لم يكن ينقص المسلمين في بغداد العدد والعدة، ولكنه الضعف والهوان والخيانة وبطانة السوء ... ولم يكن المسلمون في (عين جالوت) أكثر عددًا ولا عدة ... ولكنها القوة الإيمانية والشعور بالعزة ورفض الهوان والتبعية، وصدق المشورة وأثر البطانة الصالحة قادت أولئك إلى النصر والغلبة، وعكسها أذل المسلمين وهزمهم في بغداد.
٤ - ولم يكن التترُ المنهزمون في عين جالوت أقلَّ عددًا ولا أقلَّ عُدَّة منهم حين دخلوا بغداد .. بل إن انتصاراتهم في بغدادَ والشامِ زادت من قوّتِهم ورفعت من سهامِهم وعاظمت من كبريائِهم، ومع ذلك قاومهم المسلمون في عين جالوت ولم يَهِنوا في مقاتلةِ عدوِّهم حتى مَكَّنهم الله من رقابِهم فردُّوهم على أعقابهم خاسرين، بل أعادوا للمسلمين هيبتَهم وللإسلامِ عزَّه ومجدَه.
إخوةَ الإسلام: والتاريخُ عِبَر، والأيامُ دُوَل، وما أشبهَ الليلةَ بالبارحةِ ... واليومَ يجتاح العالمَ الإسلاميَّ غزوٌ تتريٌّ معاصرٌ بهُويّةٍ صليبيةٍ صُهْيونية ... يُعِدُّ لمعركةٍ في بلد حتى إذا أفنى الحرثَ والنَّسلَ انتقل إلى أخرى .. ثم هو يجهِّز الثالثةَ وهكذا، وهو في كلِّ معركةٍ يبحث له عن مبرِّرٍ، ويخدع السُّذجَ