للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليًّا فقدْ آذَنْتُ بالحربِ» رواهُ البخاري.

ومنها: أكلُ الربا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (٢٧٨) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (١).

والذنوبُ عمومًا سببٌ للبلاءِ وتسلطِ الأعداء، والاشتغالُ بتوافهِ الأمورِ وضعف الهممِ عن المعالي سببٌ لضياعِ الأمةِ وتسليطِ العدو، وفي هذا يقولُ ابنُ القيم في «مدارج السالكين» -والذي شاهدناهُ نحنُ وغيرُنا وعرفناهُ بالتجاربِ-: أنهُ ما ظهرتِ المعازفُ وآلاتُ اللهوِ في قومٍ، وفشتْ فيهمْ واشتغلوا بها، إلا سلّطَ اللهُ العدوَّ، وبُلوا بالقحطِ والجدبِ وولاةِ السوءِ» (٢).

مؤلمٌ يا عبادَ الله، حين يشتغلُ المسلمونَ بالكأسِ والغانيةِ، وما يُسمى بالفنِّ والرياضة، ويشتغلُ غيرُهمْ بتصنيعِ السلاحِ والتدريبِ على حربِ المسلمين بأنواع الأسلحةِ الفتَّاكةِ.

٧ - لا بدَّ من تقويةِ شعيرةِ الأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عنِ المنكر، ولا بدَّ منْ تعميقِ الاحتسابِ في الأمة، والتجديدِ في أساليبِ الدعوةِ إلى اللهِ حتى يعمَّ الخيرُ ويتقلَّصُ المنكرُ، ولا بدَّ لكلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ أنْ يقومَ بواجبِهِ في هذا الميدان.

٨ - والدعاءُ سلاحٌ يصلُنا بربِّنا ويُرهبُ أعداءنا، وهوَ سهلُ الكلفةِ عظيمُ الأثر، بلْ طريقُ النصر؛ «هلْ تُنصرونَ وتُرزقونَ إلا بضعفائِكم؟ ! » (٣).

وكمْ نحنُ بحاجةٍ للدعاءِ في كلِّ حين .. ولا سيَّما في وقتِ الشدائدِ والأزمات، فهوَ الذي يجيبُ المضطرَّ إذا دعاهُ ويكشفُ السوءَ ويجعلكمْ خلفاءَ الأرضِ.


(١) سورة البقرة، الآيتان: ٢٧٨، ٢٧٩.
(٢) ١/ ٥٠٠.
(٣) رواه البخاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>