للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما بي، ولا أرى الأمرَ إلا سيُفضي إليك، واللهَ اللهَ في أمةِ محمدٍ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فتدعُ الدنيا لمنْ لا يَحْمَدُك، وتفضي إلى منْ لا يعذِرُك، والسلامُ عليك (١).

تاسعًا: قالوا عنْ عمرَ بنِ عبدِ العزيز: الناسُ شهودُ اللهِ في أرضه .. وقدْ أثنى كثيرٌ على عمرَ وخلافته، بلْ تحققَ فيه مقولةُ جدِّهِ لأمهِ عمرَ بنِ الخطابِ- وإنْ لمْ يَرَهُ- حيثُ وردَ أنهُ قال: منْ ولدي رجلٌ بوجْهِه شَجَّةٌ يملأُ الأرضَ عدلًا .. (٢).

وسئلَ محمدُ بنُ عليِّ بنِ الحسينِ عنْ عمرَ بنِ عبدِ العزيز فقال: هوَ نجيبُ بني أُميةَ، وإنه يُبعثُ يومَ القيامةِ أمةً وحدَه (٣).

وقالَ ميمونُ بنُ مهرانَ: كانتِ العلماءُ معَ عمرَ بنِ عبدِ العزيز تلامذةً (٤).

وقالَ مالكُ بنُ دينار: لمّا وليَ عمرُ بنُ عبدِ العزيز قالتْ رعاءُ الشاءِ: منْ هذا الصالحُ الذي قامَ على الناس خليفةً؟

عدلُه كفَّ الذئابَ عنْ شائِنَا (٥).

عاشرًا: جلساءُ عمرَ وأصحابُ مشورتِهِ: كانَ العلماءُ والفقهاءُ والناصحون همْ جلساءَ عمرَ وأصحابُ مشورته، ومنذ كانَ واليًا على المدينةِ استدعى عشرةً منْ خيارِ أهلِ المدينة وفقهائِها، وقال: إني دعوتُكمْ لأمرِ تؤجَرونَ فيه، ونكونُ فيه أعوانًا على الحقِّ، ما أريدُ أنْ أقطعَ أمرًا إلا برأيكمْ أو برأيِ منْ حضرَ منكم، فإنْ رأيتمْ أحدًا يتعدَّى، أو بلغَكم عنْ عاملٍ ظُلامةٍ، فأُحرِّجُ باللهِ على منْ بلغهُ


(١) الطبقات ٥/ ٤٠٦.
(٢) السيوطي: تاريخ الخلفاء ص ٣٦٣.
(٣) المصدر السابق/ ٣٦٥.
(٤) السابق/ ٣٦٥.
(٥) السابق/ ٣٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>