ستنتهي بإنهائِهم أو احتوائِهم أو إِلجائِهم إلى التخلِّي عن رسالتِهم الموكولة من الله إليهم بأن يُخرِجوا الناسَ من الظُّلماتِ إلى النور، ويملئوا الأرضَ قِسطًا وعدلًا بعد أَن مُلِئت جَوْرًا وظُلْمًا.
فهؤلاء المسلمون- رغمَ استضعافِهم- أداةٌ إلهيَّة قَدَريّة سيُجري اللهُ تعالى بهم سُنَّته، ويحقِّق بهم وعدَه بانتشاره نورِه وانتصارِ دينه وانكسار أعدائه {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}(١). ثم يقول الكاتب- وفَّقَه اللهُ-: صحيحٌ أن المسلمين الآن ضُعفاءُ في تفرُّقِهم، مشتَّتون بجراحِهم، ضائعون بفِقدانِ القيادةِ العالمَية الواحدة الرائدة، وصحيحٌ أن ظِلالًا من الذُّلِّ لا تزالُ تخيِّم على رءوس الأُمة بعد طولِ مخاصمةٍ لمَعقِد العزِّ والتمكين المتمثِّل في ذُرْوةِ سنامِ الإسلام، ولكنْ هذه كلُّها أعراضٌ لأمراضٍ سرعانَ ما تزولُ بزوال أسبابِها، والأيامُ تُثبِت هذا، فلا تزال العودة إلى الله تعالى بالمسلمين رويدًا رويدًا إلى آفاقٍ رَحْبةٍ من رحمة الله.
ثم استعرضَ الكاتبُ مكرَ الأعداء وماذا حقَّقَ من إيجابياتٍ للمسلمين، وجالَ جولاتٍ متعددةً في عددٍ من المناطق الملتهبةِ، وتفاءَل بمستقبلٍ مشرِقٍ للإسلام والمسلمين من خلال مسمَّياتِه التالية: