للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتهوِّرُ أولَ الجرحى، وربما كان أولَ واحدٍ في عِدَاد الموتى.

وهذه الظاهرةُ الأخيرة- أعني ظاهرةَ ما يُسمَّى (بالتفحيط) - هي المقصودةُ بحديثِ اليوم، لأن سُوقَها يَرُوج- أكثرَ- في أيامِ الامتحانات، وعلى مشارفِ الإجازات .. ولقد فُتِنَ بها أبناؤُنا حتى شكَّلوا جمهورَها المتفرِّج، وتفنَّن بها أبناؤنا (المتهوِّرون) حتى عاد مِقودُ السيارةِ بأيديهم أشبهَ بمُسدسٍ في يدِ مهووسٍ أو مجنون؟

والسؤالُ الذي يطرَحُ نفسَه: ما دورُنا- نحن الأولياءَ- في هذه الظاهرةِ وجودًا أو عدمًا؟ وما دَورُ المؤسساتِ التربويةِ والتعليميةِ- قبل الأَمنية- تربيةً وتعليمًا ونُصحًا، ثم أين دورُ الجهاتِ الأَمنية الفاعل تجاهَ هذه الظاهرةِ رصدًا ومتابعةً وتوعيةً ومنعًا؟

أيها الآباءُ .. وأيها المربُّون، ويا رجالَ الأمنِ- تعالَوْا بنا نضعُ النِّقاطَ على الحروفِ في سبيل علاجِ هذه الظاهرة، وتجنيبِ مجتمعِنا وأبنائنا من كوارثَ تُهِيل فيها لغةُ الأرقام .. ويُصدَم الغافلُ حين يطَّلعُ على إحصاءاتِ الحوادثِ وعددِ الموتى، فضلًا عن المعاقِينَ والمشلولينَ وأصحابِ العاهاتِ الأخرى .. ولقد ذَهَلتُ حين طالعتُ في إحدى صحفِنا المحلية جريدةِ الرياض في يوم الثلاثاء ٢٥ م ١١/ ١٤٢٣ هـ- وبها مقالٌ يتحدَّثُ عن آثارِ الحوادث ونسبتِها وكثرتِها، ويُحصي المقالُ حوادثَ هذا العامِ الذي نودِّعُه ٢٠٠٢ م وتقول: إن عددَ الحوادثِ زاد ليصلَ إلى ثلاثمائة وعشرين (٣٢٠) ألفَ حادثٍ، بمعدَّل ثمانمائةٍ وعشرين (٨٢٠) حادثًا في اليومِ الواحدِ، مع ستٍّ وثمانين إصابةً، وثلاثةَ عشرَ (١٣) وفاةً في اليومِ ثم يقولُ الكاتبُ معلقًا: هذه المعلوماتُ والأرقامُ والحقائقُ كشفَتْها إحصائياتٌ رسمية أُعلِنَ عنها في الصحفِ، وكَشفتْ الإحصائياتُ أرقامًا مُروِّعةً ومخيفةً لعدد القتلى والمصابين جرَّاءَ الحوادثِ

<<  <  ج: ص:  >  >>