للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المروريةِ الناتجة عن السرعة واللامبالاةِ والتهوُّر في القيادةِ وقَطْع الإشارات، وفوقَ كلِّ هذا لا يزال للأسفِ حصادُ الأنفُسِ مستمرًا، بل وفي تصاعدٍ مُذهِل (١).

أيها الناسُ: ودعونا نقفْ على لونٍ واحدٍ من هذه الممارسات الخاطئةِ في القيادةِ وما يُسمَّى بـ (التفحيط) أو (حربِ الشوارع) ولنبدأْ بدَوْرِ الأسرةِ وممثِّلِها الأول (الأب) وأَكتفي هنا بطرحِ عددٍ من الأسئلةِ على الآباء، وكلٌّ يختارُ الإجابةَ التي يراها مناسبةً له ولأولادِه وللمجتمعِ من حولِه.

فهل ابنُكَ- أساسًا- مؤهَّلٌ للقيادةِ وأهلٌ لتحمُّل مسئوليةِ السيارة؟ وإياك أن تقول: هذه مسئوليةُ رجالِ الأمن وحدَهم .. فأنت بكلّ تأكيدٍ أدرى وأعرفُ بابنِك من غيرِك، لا سيَّما في تعقُّلِه وتحمّلهِ للمسئولية، وتقديرِه لمصلحة نفسِه والآخرين، وإذا لم يبقَ إلا قدرتُه على القيادةِ فنيًّا فتلك مسئوليةُ رجالِ الأمن .. لكنْ إياك أن تشفعَ أو توسِّط أو تضغطَ عليهم للتجاوزِ عن شروطٍ لا بدَّ منها للقيادة.

وهل ينتهي دورُك- أيها الأبُ- عند شراءِ السيارةِ ثم تسليم الابنِ مقاليدَها دون شرطٍ أو قيد، ودون معرفةِ أين يذهبُ، ومن يصطحبُ .. وأين يُمضِي سَحابةَ النهار وعتمةَ الليل على هذه السيارةِ، هل لديك متابعةٌ وسؤالٌ ومعرفةٌ وتوعيةٌ؟ أم أنك محاسِبٌ تدفع فاتورةَ الوَقُود .. وقد يحرق نفسَه أو غيرَه بهذا الوقود.

هل ابنُك أصلًا محتاجًا للسيارةِ أم أنك تُباهي أن في البيت عددًا وأنواعًا من السياراتِ، بقطعِ النَّظَر عن مدى الحاجةِ إليها، وبِصرفِ النظر عن من يقودُها.


(١) جريدة الرياض، عدد ١٢٦٣٦ في ٢٥/ ١١ / ١٤٢٣ هـ؟ .

<<  <  ج: ص:  >  >>