للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن العاطفةَ قد تأخذُنا- أحيانًا- لتوفيرِ السيارة للابنِ .. وقد نُدفَعُ من داخلِ البيت- ممن قد لا يُقدِّرون العواقبَ- فهل نحتاطُ لذلك كلِّه؟

وحين تتابعُ- أيها الأبُ- أبناءَك .. وتُعلِّم وتحذِّر، وتُنذِر .. فهل يصعبُ عليك أن تسحبَ السيارة من ابنِكَ حين لا يسمعُ لنُصحِك .. وتَكثُر الشكاوَى عليه من الآخَرين .. أم تظنُّ أن هذا الحقَّ من اختصاصِ رجالِ الأمنِ فقط؟

وبالجملةِ فعلينا معاشرَ الآباءِ كِفلٌ من مسئوليةِ هذه الآثار التي نتوجَّعُ لها، ولا يكفي أن نُرحِّلَ المشكلةَ إلى غيرِنا .. بل نقومُ بدورِنا ثم نطالبُ الآخرين بدَورهم، أما المَحاضنُ التربوية- وفي طليعتها المدارسُ- فهي تملك التوعيةَ لهؤلاءِ الشبابِ قولًا وفعلًا .. فالندوةُ والمحاضرةُ عن آثارِ الحوادثِ .. ودَوْرِ الشبابِ الفاعلِ في أُمتهم.

وفي طابورِ الصباح كلمةٌ مختصَرةٌ أو قُصاصةٌ معبِّرة من جريدةٍ أو مجلَّة، أو قصيدةٍ مُوحِيَة .. أو تجرِبة مذكِّرة وهكذا .. من ألوانِ التوعية وأساليبِها المؤثِّرة، وتستطيعُ المدرسةُ أن تتابعَ المتهوِّرين في القيادةِ فتتحدَّثُ إليهم على انفراد .. فإن نفعَ أسلوبُ اللِّينِ والترغيب .. وإلا فالتلويحُ بالترهيب والعقوبة .. وقد يصلُ الأمرُ إلى التهديدِ بالفَصْل من المدرسة إنِ استمرَّ هذا المتهوِّرُ في تهوُّره .. والمنعُ من دخولِ الامتحان يسبِقُه كعقوبةٍ أوَّلية رادعةٍ، ودرجاتُ (السلوك) المهمَّشةُ ينبغي أن يُعادَ لها اعتبارُها ويَشعُر الطالبُ بأثرِها في معدَّلِه، وأثرِها في قَبُولِه في المرحلةِ اللاحقة لمرحلتِه.

ولستُ أدري، ألاَ تفكِّرُ مدارسُ البنينِ بإبقاءِ الطلبة بعد الامتحانِ في المدرسة، وتكثيفِ المناشطِ اللاصفِّيّة المقبولةِ والتوعويةِ المؤثِّرة في هذه الفترةِ الضائعة، والتي كثيرًا ما يستغلُّها الشبابُ بالتجمُّعات الفارغةِ والتي لا تخلُو من سلوكياتٍ غير مُرضيةٍ، إن هذه لو فُكِّر فيها بجدٍّ لإفادةِ الطلبة من جهةٍ، ومُنِعت

<<  <  ج: ص:  >  >>