هذه التجمعاتُ التي ينتظرُها المتهوِّرون في القيادةِ ليستعرِضوا أمامَها .. من جهةٍ أخرى. وفوقَ ذلك كلِّه فقد أصبحت الثقافةُ الأمنيّةُ ضرورةً مُلحَّةً في مناهجِنا التعليمية، بشكلٍ يُسهِم في إيقافِ نزيفِ الدماء، ويقلِّلُ بإذنِ الله من الجَرْحى والموتى.
أمّا أنتم يا رجالاتِ الأمنِ فعلى الرَّغمِ من الجهدِ الذي تقومون به، فالمجتمعُ يلومُكم على عددٍ من الجرائم التي تقعُ في غفلةٍ منكم، والمجتمعُ يتطلَّع إلى جهدٍ أكثرَ وفاعليةٍ أقوى .. وأساليبَ متجدِّدةٍ ومؤثِّرة للتوعية المروريةِ عمومًا، ولمعالجةِ مثل هذه الظاهرة على الأخصِّ، فزيارتُكم للمدارس لا ينبغي أن تُحصَرَ في أسابيع المرورِ لتكون حوليةً .. ولا يكفي أن تكونَ محاضرةً أو ندوةً إلقائيةً مرتَجَلةً وإنشائيةً، فنحن في زمنِ المعلومات .. وفي زمنِ تأثير الصورةِ المرئيّة، وبالتالي فلا بدَّ من لغة الأرقامِ تخاطبون وتحذّرون بها الطلاب، ولا بدَّ من عرضِ الصُّور وإن كانت مفزِعةً ليرى المشاهِدُ كيف تكونُ المأساةُ حين لا تُضبَطُ القيادة، لا بدَّ من قراءةِ الآثار والمعدَّلاتِ الناجمةِ عن الحوادث .. ولا بدَّ من عرضِ الأسبابِ بوضوحٍ ورسمِ العلاج بحَزْمٍ، هل تعجزُ قطاعاتُنا الأمنيةُ عن محاصرةِ هذه الظواهر .. ومعاقبةِ من لا يبالي بالأرواحِ والممتلكات؟ وهل يكفي مطاردةُ هؤلاءِ المتهوِّرين- وقد يَنجُم عنه أضرارٌ أكبرُ- أم أن هناك دراسةً للظاهرةِ وعلاجًا لها بوسائلَ وآلياتٍ جديدةٍ وجيدة وآمنةٍ تقطعُ دابرَ المشكلة، وتمنعُ مشكلاتٍ مماثلةً؟ ألا يُفكَّر في وجودِ نقاط أمنيّةٍ فرعيّة في الأحياءِ الكبيرة، وكذا في الشوارع المزدحمةِ ليَسهُل تعاملُ رجلِ الأمن مع القضايا والحوادثِ الأمنية بشكل عامّ- ومنها هذه الظاهرةُ وظاهرةُ السرقةِ، لا بدَّ من عقوباتٍ رادعةٍ لمن يتكرَّرُ خطؤُه، ولا بدَّ من توعيةٍ مروريةٍ مكثَّفةٍ لتصلَ إلى البيوتِ والمدارسِ تذكِّر وتحذِّرُ وتوعِّي وتُنذِر- وبالجملةِ فبإمكانِنا مجتمعين