للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك، إنما هو إضاعة الوقت، يلهو حتى يضيع الوقت) (١) أتدري أيها المؤخر للصلاة عن وقتها أنك على خطر عظيم، ولست بضامن على، الله المغفرة، يقول كعب بن عجرة رضي الله عنه خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن سبعة نفر ننتظر الصلاة، فقال: هل تدرون ما يقول ربكم؟ قلنا: لا، قال: فإن ربكم يقول: من صلى الصلاة لوقتها وحافظ عليها ولم يضيعها استخفافًا بحقها فله علي عهد أن أدخله الجنة، ومن لم يصلها لوقتها ولم يحافظ عليها وضيعها استخفافًا بحقها فلا عهد له علي، إن شئت عذبته، وإن شئت غفرت له (٢).

بشراكم أيها المحافظون على الصلوات بأوقاتها وخشوعها، وتنبهوا من رقدتكم أيها الكسالى المفرطون المؤخرون للصلاة والمستثقلون لها.

عباد الله ومن أخطائنا المتكررة في الصلاة نقرها وعدم الاطمئنان في ركوعها أو سجودها أو قيامها أو نحو ذلك من الأركان والواجبات. والطمأنينة ركن من أركان الصلاة لا تصح إلا به، ولقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً لا يتم ركوعه، وينقر سجوده وهو يصلي فقال: «لو مات هذا على حاله هذه مات على غير ملة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم قال عليه الصلاة والسلام: مثل الذي لا يتم ركوعه، وينقر في سجوده مثل الجائع يأكل التمرة والتمرتين لا يغنيان عنه شيئًا» (٣).

وحذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الإخلال بشيء من أركانها، وأن أولئك، لا تقبل صلاتهم ولو مكثوا على ذلك سنين فقال: «إن الرجل لصلي ستين سنة وما تقبل له صلاة، لعله يتم الركوع ولا يتم السجود، ويتم السجود ولا يتم الركوع» (٤).


(١) رواه أبو يعلى بإسناد حسن (صحيح الترغيب/ ٢٣٠، ٢٣١.
(٢) رواه الطبراني في الكبير والأوسط وأحمد بنحوه وهذا في صحيح الترغيب ١/ ١٦١.
(٣) رواه الطبراني في الكبير وأبو يعلي بإسناد حسن، وابن خزيمة في صحيحه: صحيح الترغيب/ ١/ ٢١٠، ٢١١.
(٤) رواه الأصبهاني بسند حسن: صحيح الترغيب ١/ ٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>