للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيها المسلمون أيها المصلون وليس بخاف على أحد قصة الرجل المسيء في صلاته والذين اعتبره النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل حقيقة وإن صلاها ظاهرًا، وقال له مرتين أو ثلاثة: «ارجع فصل فإنك لم تصل» وحين أقسم أنه لا يحسن غير هذه الصلاة، علمه النبي صلى الله عليه وسلم غيره ممن يخل بالصلاة فقال: «إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعًا، ثم ارفع حتى تطمئن راكعًا، ثم ارفع حتى تستوي قائمًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها» (١).

وفي رواية لأبي داود: «فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلاتك، وإن انتقصت من هذا فإنما انتقصته من صلاتك» (٢).

إنها الطمأنينة في سائر الأركان وحتى تقضى الصلاة، وليست الصلاة مجرد حركات لا يفقه المصلي فيها قولاً ولا يحسن دعاءً، ولا ترى إلا أجسادًا تهوي إلى الأرض خفضًا ورفعًا.

هل يرضيك أخي المصلي أن يصرف الله نظره عنك وأنت تصلي؟ يقول صلى الله عليه وسلم: «لا ينظر الله إلى عبد لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده» (٣).

أيها المصلون: وثمة أخطاء في هيئات ركوعنا أو سجودنا أو جلوسنا، فمن الناس من إذا ركع لم يخفض ظهره، بل يكتفي بالانحناء قليلاً، وهذه سمة جهل


(١) الحديث متفق عليه.
(٢) صحيح الترغيب ١/ ٢١٣.
(٣) رواه أحمد بإسناد جيد: صحيح الترغيب ١/ ٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>