للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُقصِّرًا في خدمتِها ونقلِها.

الوقفة الخامسة: أيها الحجاجُ، وهناك سُننٌ في الحجِّ يجدرُ بكمْ العنايةُ بها، وربما غفلَ عنها كثيرٌ منَ الحُجّاج، ومنْ هذهِ السنن: الحمدُ والتسبيحُ والتكبيرُ عندَ الإحرام، وفي «صحيح البخاري» (بابُ التحميدِ والتسبيحِ والتكبيرِ قبلَ الإهلالِ عندَ الركوبِ على الدابة). وبهِ ساقَ الحديثَ عنْ أنسٍ رضيَ اللهُ عنه، قال: « .. ثمَّ ركبَ حتى استوتْ به على البَيْدَاءِ، حمدَ اللهَ وسبَّحَ وكبَّر، ثمَّ أهلَّ بحجٍّ وعُمرةٍ .. » (١).

قالَ ابنُ حجر: وهذا الحكمُ هو استحبابُ التسبيحِ وما ذكرَ معه قبلَ الإهلال- قلَّ منْ تعرَّضَ لذكرهِ معَ ثُبوتِه .. » (٢).

ومنْ هذهِ السُّنن- كذلك- الدعاءُ عندَ الجمرتينِ الأُوليين، وفي «صحيح البخاري» - أيضًا- (بابُ الدعاءِ عندَ الجمرتين) ثمَّ ساقَ الحديثَ: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رمى الجمرةَ التي تلي مسجدَ مِنىً، يرميها بسبعِ حصَيَاتٍ يُكبرُ كلَّما رمى بحَصَاة، ثمَّ تقدمَ أمامَها فوقفَ مستقبلَ القبلةِ رافعًا يديهِ يدعو، وكانَ يُطيلُ الوقوفَ، ثمَّ يأتي الجمرةَ الثانيةَ فيرميها بسبعِ حَصَياتٍ يُكبرُ كلَّما رمى بحَصَاة، ثمَّ ينحدرُ ذاتَ اليسارِ مما يلي الوادي، فيقفُ مستقبلَ القبلةِ رافعًا يديهِ يدعو، ثمَّ يأتي الجمرةَ التي عندَ العقبةِ، فيرميها بسبعِ حَصَياتٍ يُكبُر عندَ كلِّ حَصَاةٍ، ثمَّ ينصرفُ ولا يقفُ عندَها .. » (٣).

وقد روى ابنُ أبي شيبةَ بسندٍ صحيح- كما قالَ ابنُ حجر- في مقدارِ الوقوفِ


(١) ح ١٥٥١، انظر الفتح ٣/ ٤١١.
(٢) الفتح ٣/ ٤١٢.
(٣) ح ١٧٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>