للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للدعاء، عنْ ابنِ عمرَ رضيَ اللهُ عنهما أنه كانَ يقومُ عندَ الجمرتيْنِ مقدارَ ما يقرأُ سورةَ البقرةِ.

ومنَ السننِ: الزيادةُ في الهَدْيِ بنحرِ أكثرَ منْ فِدْية، وذلكَ للمُتمتِّع والقارِن، وقدْ أهدى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مائةً، فذبحَ بعضَها ثلاثًا وستين بَدَنَة (١) وأوكلَ إلى عليِّ رضيَ اللهُ عنهُ ذبحَ ما بقيَ منها (٢).

الوقفة السادسة: أيها المقيمون، وثمةَ سُننٌ طالَما هجرها البعضُ منكم، فهلْ تُحيونَها في هذهِ الأيامِ الفاضلة، فالصيامُ- غيرُ الواجبِ- سنةٌ، بلْ هوَ طريقٌ إلى الجنة، وقدْ قالَ أبو أُمامةَ رضيَ اللهُ عنهُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: دُلَّني على عملٍ أدخلُ بهِ الجنةَ، قال: «عليكَ بالصومِ لا مثلَ له» رواهُ النسائيُّ والحاكمُ وسندهُ صحيح (٣). فهلْ يتذكَّرُ الصيامَ- في هذه الأيامِ الفاضلةِ- منْ لا يصومونَ إلا منْ رمضانَ إلى رمضان؟

وتلاوةُ القرآنِ قُربةٌ وطاعةٌ لله .. وكذا السُّننُ والنوافلُ والصدقاتُ، فكثيرٌ من الناسِ تتحركُ هِمَّتهُ للصدقةِ في رمضان، فأينَ المتصدقونَ في هذه الأيام، وقدْ سمعتمْ أنها موازيةٌ في الفضلِ للعشرِ الأخيرِ منْ رمضان، بل ربما فضَّلَ نهارها على نهارِ العشرِ الأخيرِ طائفةٌ من العلماء (٤).

إلى غيرِ ذلكَ منْ سننٍ وطاعاتٍ يجدرُ بالحريصِ على آخرتهِ أنْ يُنافسَ فيها حينَ يتنافسُ المتنافسون.

الوقفة السابعة: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن


(١) رواه مسلم، المجالس/ ٨٨.
(٢) زاد المعاد ٢/ ٣١٤.
(٣) الفوزان: مجالس عشر ذي الحجة/ ١٩.
(٤) ابن القيم، ابن كثير ...

<<  <  ج: ص:  >  >>