للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يغتبرُّ بما عليهِ الكفارُ من باطلٍ وما همْ متلبِّسونَ به ظاهرًا منْ نعمةٍ وأمن، فاللهُ يقولُ وهوَ أصدقُ القائلين: {لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلاَدِ (١٩٦) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} (١) ويقول: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (٢).

إنَّ منْ لا يفهمُ آياتِ الكتاب، ولا يعيشُ معَ هديِ المصطفى صلى الله عليه وسلم تغيبُ عنهُ هذهِ المعاني والحقائقُ في نظرتهِ لنفسهِ وللكفارِ منْ حوله. ألا فاشكروا نعمةَ اللهِ عليكمْ إذْ جعلكمْ مسلمينَ، واختموا عامَكمْ بالتوبةِ والاستغفارِ وتلكَ التي تُسهمُ في استصلاحِ ما سبقَ وتهيأةِ ما يستجدُّ ويلحق، وما تدري نفسٌ ماذا ستكسبُ غدًا ولا تدري نفسٌ بأيِّ أرضٍ تموت، إنَّ اللهَ عليمٌ خبير.

اللهمَّ اختمْ لنا عامَنا بالتوبةِ والغفرانِ والقبول، وأعِنَّا على عملِ الصالحاتِ فيما نستقبلُ منْ أيامنا، واجعلْ عامَنا القادمَ عامَ خيرٍ وبركةٍ علينا وعلى المسلمين.


(١) سورة آل عمران، الآيتان ١٩٦، ١٩٧.
(٢) سورة طه، الآية: ١٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>