للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا عبدَ الله: إني مرشدُكَ ونفسي إلى عدَّةِ أمور:

١ - اختمْ عامكَ بالاستغفار .. فطالما أخطأْنا وطالما قصَّرْنا، وفي بعضِ الآثار: إن إبليسَ قال: أهلكتُ الناسَ بالذنوب، وأهلكوني بـ: «لا إلهَ إلا اللهُ» والاستغفارِ.

٢ - واستقبلْ عامَكَ الجديدَ بهمَّةٍ صادقةٍ وعزيمةٍ متجدِّدةٍ على فعلِ الخيرِ، واحرصْ على أنْ يكونَ لكَ في كلِّ ميدانٍ من ميادينِ الخيرِ سهمٌ قلَّ هذا السهمُ أو كَثُر، وضَعْ نفسَكَ في منافسةٍ معَ كلِّ منْ رأيتَ يتقدمُ في أبوابِ الخير، {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} (١).

٣ - تذكرْ أرجى عملٍ عملتَه في عامِكَ المنصرمِ، فافرحْ بهِ دونَ أنْ تغترَّ أو تَمُنَّ، واشكرِ اللهَ إذْ وَفَّقك لعملِه، واسأْلهُ القَبُولَ عليه، ثمْ حاولْ أن تكررَ مثلَهُ أو أحسنَ في عامِكَ الجديدِ، فمنْ علائمِ قبولِ الحسنةِ عملُ الحسنةِ بعدَها.

٤ - وتذكرْ أَسْوَأَ عملٍ عملتَهُ فيما مضى، فابكِ على خطيئتِكَ، واسألْ ربَّكَ المغفرةَ، وإياكَ أنْ تكرر الخطيئةَ أو ما يُشبهها، فالندمُ توبةٌ، والاستغفارُ يُحرقُ الخطيئةَ، ومنْ تابَ وأنابَ فإنَّ الله يُبدِّلُ سيئاتِهِ حسناتٍ، وكانَ اللهُ غفورًا رحيمًا.

٥ - فتِّشْ في أحوالِك كلِّها واسألْ عنْ نوعِ علاقتكَ بربِّكَ وبالناسِ منْ حولك، ما درجةُ الإيمانِ باللهِ واليقينِ بوعدِهِ ووعيده، وما قدرُ الصلاةِ عندكَ، وكيفَ حالُكَ معَ الصيامِ وقيامِ الليل، وكيفَ خُلُقُكَ وأسلوبُ تعاملُكَ معَ الناس، هلْ أنتَ وَصولٌ للرحم، محسنٌ للخَلْق، رطبُ اللسانِ بذكرِ الله، كثيرُ التلاوةِ لكتابه، تحبُّ للآخرينَ منَ المسلمينَ ما تحبُّهُ لنفسك، يهمكَ أمرُ


(١) سورة المطففين، الآية: ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>