للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلامِ ويشغَلُ بالَكَ حالُ المسلمين؟ ؟ كريمٌ صبورٌ حييٌّ، حليم .. فتلكَ ومثلُها خصالٌ يحبُّها اللهُ ويتمناها خَلْقُ الله وما لمْ يكنْ منها خلقٌ متأصِّلٌ فيمكنُ بالتخلُّقِ والمجاهدةِ وترويضِ النفسِ، فالعلمُ بالتعلُّم والحِلْمُ بالتحلُّمِ وهكذا ..

٦ - أيها الشابُ: لا تغترَّ بشبابكَ فحبلُ المنايا قصيرٌ، وقطارُ الموتِ لا ينتظرُ الشابَّ حتى يكبرَ، ألا فلتعلمْ أنَّ الشبابَ أوسعُ ميدانٍ وأقوى سلاحٍ لزرع الآخرة، أما إذا انحنى الظهرُ وتعثرتِ القدمان عنِ الخطوِ وضَعُفَ البصرُ وثَقُلً السمعُ، فما أقلَّ الجهدَ وإنْ توفرتْ دواعي الخير، ولو طلبتَ من شيخٍ عاجزٍ أنْ يتمنى، لقال: أنْ تُوهبَ لي قوتكَ فاستعنْ بها على طاعةِ الله، وليسَ يخفاكَ أنَّ في ظلِّ اللهِ يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّهُ متسعٌ لشابٍّ نشأ في طاعةِ الله، فشمِّرْ عنْ ساعدِ الجِدِّ واستثمرْ شبابَكَ قبلَ هرَمِك.

٧ - أيها المسرفُ على نفسه بالمعاصي لا تَجعلْ من سترِ اللهِ عليك سببًا لمبارزتهِ بالمعاصي، فقدْ تؤخذُ على حينِ غَفلةٍ، ألا فاعلم أنهُ لا يَحُولُ بينكَ وبينَ اللهِ أحدٌ، فبادِرْهُ بالتوبةِ ما دامَ في الأمرِ مهلةٌ، ولا تظنَّ أنَّ عظيمَ ذنوبِكَ مانعةٌ منْ عفوِ اللهِ ومغفرته، فاللهُ لا يغفرُ أنْ يُشْرَكَ بهِ ويغفرُ ما دونَ ذلكَ لمنْ يشاء وإياكَ والقنوطَ، وربكُ ينادي ويقول: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (١).

٨ - صاحبَ الدنيا: لا تَغُرنَّكَ بزُخْرفِها؛ فهي الغدَّارةُ، إياكَ أنْ تجمعَ الشوكَ فيؤذيكَ حيًا وميتًا .. ألا وإنَّ في الحلالِ غُنيةً عنِ الحرام، وإذا كانَ الحسابُ دقيقًا على الحلال فما ظنُّك بالحساب على الحرام وإن أغناك الله فحذارِ من


(١) سورة الزمر، الآية: ٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>