للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكبر والغُرور، فالمالُ مالُ الله وأنت مستأمَنٌ عليه وانظر -يَرْعاكَ اللهُ- كيف تكسبه وفيمَ تنفقُه؟

٩ - أيها المسلمون تفاءلوا ولا تشاءموا وثِقُوا بنصرِ الله وغَلَبة الإسلامِ وكلَّما ادلهمَّت الخطوبُ فالفرجُ في ثناياها يلوحُ، فالكرب معه الفرجُ، والنصرُ مع الصبرِ والتقوى، وكلما اشتدت فُرجت، والجنةُ غالية وهي سلعةُ الله، وقد قيل لمن هم خيرٌ منا: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} (١).

أما أعداؤنا منَ الكفار فمتاعُهم غرورٌ، وكبرياؤهم يزولُ، وأموالهم التي ينفقونها ليصدُّوا بها عن سبيل الله ستكون عليهم حسرةٌ ثم يُغلبون، وفي النهاية إلى جهنم يُحشرون .. وليسوا بمأمنٍ من عذاب الله في الدنيا وأخذَهم على حينِ غفلةٍ {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (٤٤) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (٢).

وفي القرآن نماذجُ لنهايةِ الطُّغاة والمستكبرين ودروسٌ وأمثالٌ للأولين والآخِرين: {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (٥٥) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلآخِرِينَ} (٣) {فَكُلًا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (٤).


(١) سورة البقرة، الآية: ٢١٤.
(٢) سورة الأنعام، الآيتان: ٤٤ - ٤٥.
(٣) سورة الزخرف، الآيتان: ٥٥ - ٥٦.
(٤) سورة العنكبوت، الآية: ٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>