للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس من خشوع الأذن سماعها لما حرم الله، وليس من شأن اليد الخاشعة أن تبطش بالحرام، ولا أن تسير الرجل الخاشعة إلى حرام، ولا من شأن القلب الخاشع أن ينطوي على الخواطر الرديئة وسيء الأخلاق والاعتقاد {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً}.

أيها المسلمون ومن صفات الخاشعين البكاء من خشية الله {قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدًا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا، ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعًا} (١). قال القرطبي رحمه الله، وهذه أحوال العلماء، يبكون ولا يصعقون، ويسألون ولا يصيحون، ويتحازنون ولا يتموتون (٢). ومن صفاتهم: الصبر على ما أصابهم، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، ووجل القلوب عند ذكر الله، قال تعالى {وبشر المخبتين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون} (٣).

ومن صفات الخاشعين: تعظيم شعائر الله، وشعائر الله أوامره. كما قال المفسرون (٤) ومن تعظيمها: التحرج من المساس بها سوءًا أو القرب منها تعديًا، وذلك من تقوى القلوب، قال علام الغيوب: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} (٥).


(١) سورة الإسراء، الآية: ١٠٧ - ١٠٩.
(٢) الجامع لأحكام القرآن ٦/ ٢٥٨.
(٣) سورة الحج، الآية: ٣٤، ٣٥.
(٤) تفسير ابن كثير ٥/ ٤١٦.
(٥) سورة الحج، الآية: ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>