فيتفق مشقة الصعود وقعود ذلك المخوف على قلته، وضعف عزيمة السائرين فيتولد من ذلك الانقطاع والرجوع، والمعصوم من عصمه الله .. ثم يقول وكلما رقى السائر في ذلك اشتد به صياح القاطع وتحذيره وتخويفه، فإذا قطعه وبلغ قلته انقلبت تلك المخاوف كلهن أمانًا، وحينئذ يسهل السير، وتزول عوارض الطريق .. ويرى طريقًا واسعًا آمنًا يفضي به إلى المنازل والمناهل، وعليه الأعلام وفيه الإقامات قد أعدت لركب الرحمن. إلى أن يقول: فبين العبد وبين السعادة والفلاح: قوة عزيمة، وصبر ساعة، وشجاعة نفس، وثبات قلب، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم» (١).
اللهم اسلك بنا طريق المتقين، وبلغنا منازل الصادقين، واعصمنا من الفتن يا رب العالمين/ أقول قولي هذا ..