للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الملأ من تقصد مخالفة المشركين، وتظهر المخالفة في ابتداء التلبية فهي خالصة لله عند المسلمين (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك).

أما المشركون فشركهم يبدأ من التلبية حيث يقولون (إلا شريكًا هو لك تملكه وما ملك).

والرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون يقفون بعرفات، على حين ينتهي المشركون خاصة الخمس بالوقوف عند المزدلفة ويقولون: نحن أهل الحرم (لا نفيض إلا من الحرم) والرسول والمسلمون يفيضون من عرفة بعد مغيب الشمس، ومن مزدلفة قبل طلوعها، أما المشركون فكانوا يفيضون من عرفة قبل المغيب، ومن مزدلفة بعد الشروق، وكذلك خالفهم الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (هدينا مخالف لهديهم) (١).

إلى غير ذلك من أمور خالف فيها الرسول والمسلمون المشركين حتى قال ابن القيم رحمه الله: (استقرت الشريعة ولاسيما في المناسك على قصد مخالفة المشركين) (٢).

إنها البراءة من الشرك والمشركين ومخالفة نهجهم، والتأسي بالأنبياء وهديهم، وكذلك يؤسس الحج لقضية الولاء والبراء، والإتباع والانقياد لهدي المرسلين عليهم السلام.

عباد الله وكما يذكر الحج بالولاء للمؤمنين والبراءة من الكافرين فهو يذكر بالتقوى .. والمتأمل في عدد من آيات الحج يجدها تختم بالتقوى ففي قوله تعالى:


(١) السنن الكبرى للبيهقي ٥/ ١٢٥ والمستدرك ٢/ ٣٠٤ وصححه ووافقه الذهبي.
(٢) شرح ابن القيم لسنن ابن داود (٥/ ١٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>