للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وأتموا الحج والعمرة لله} ختمت الآية بقوله: {واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب}.

وفي قوله تعالى: {الحج أشهر معلومات} ختمت بقوله تعالى: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب}.

ومثل ذلك في قوله تعالى: {واذكروا الله في أيام معدودات}، وفي قوله تعالى {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن ينال التقوى منكم}.

إنها آيات تذكر المسلم عمومًا، والحاج خصوصًا بتقوى الله ومراقبته وهذه الرقابة في أيام معدودات يراد لها أن تتحول إلى منهج وسلوك مستديم في الأيام التاليات فيبقى المسلم متقيًا لله في كل حين.

أيها المسلمون عظموا شعائر الله، ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب .. فليس الحج رحلة تتحرك فيها الحافلات والأجساد من موقع إلى آخر دون وعي بل الحج رحلة قدسية يجتمع فيها شرف الزمان وشرف المكان، وشرف العمل أما الزمان فأيام عشر ذي الحجة تلك التي أقسم الله بها في كتابه {وليال عشر} وقال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل أيام الدنيا أيام العشر» - يعني عشر ذي الحجة - قيل ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفَّر وجهه في التراب) (١).

أما فضل المكان فهو بيت الله الحرام، والمشاعر العظام (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنًا).

أما فضل العمل فهو لأفضلية العمل الصالح في عشر ذي الحجة (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، قالوا ولا الجهاد في سبيل الله .. الحديث


(١) رواه البزار وابن حبان وصححه الألباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>