للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال في سورة الملك {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً} (١).

ذلك لمن كان يرجو لقاء ربه كما قال في سورة الكهف: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا} (٢). قال العارفين في معنى «أحسن عملاً أي أصوبه وأخلصه.

وحتى نبلوا أنفسنا ونصحح أخطاءنا تعالوا بنا لنقف على واقعنا في عبادة من أهم العبادات وأكثرها تكرارًا في اليوم والليلة هي أول ما سنحاسب عليه، وهي آخر ما نفقد من ديننا، إنها الصلاة، كتاب الله المفروض على المسلمين، والحد الفاصل بين الإسلام والكفر.

ولن يكون حديثي هذا اليوم عن فريضة الصلاة ووجوبها، وليس الحديث موجهًا لأولئك النفر القلة المضيعين للصلاة والمفرطين في الواجبات، لكنه حديث موجهٌ لنفر من المسلمين المحافظين على الصلاة بأوقاتها ومع جماعة المسلمين، أولئك الذين يرجون رحمة الله، ويرغبون في معرفة أخطائهم، ويتطلعون إلى الاقتداء بخير البرية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.

وحيث سبق الحديث عن الخشوع بمفهومه العام، وحاجتنا إليه، فحديث اليوم عن الخشوع في الصلاة، لب الصلاة وروحها، وهذا الخشوع الذي افتقده كثيرٌ من المصلين، ولم تقف المصيبة بفقده عند عوام الناس، بل وصلت الخواص- إلا من رحم الله- وسار داء فقد الخشوع حتى شمل النساء إلى جانب الرجال، والصغار إلى جانب الكبار، ولم تكن البلية بعدم الخشوع في الصلاة حدثًا طارئًا بل وجد فيمن قبلنا ... ولكن بنسب متفاوتة، وكلما شاع


(١) سورة الملك، الآية: ٢.
(٢) سورة الكهف، الآية: ١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>