للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجهل وقل التقى، واشتغل الناس بالدنيا عن الدين كلما اتسعت الهوة وقل الخشوع في العبادة، ولئن صحت نسبة القول إلى أحد السابقين» يوشك أن تدخل المسجد الجامع فلا ترى فيه رجلاً خاشعًا» (١) فهي البلية الكبرى والمصيبة العظمى. وعلى كل حال فما من شك أن غياب الخشوع في الصلاة ظاهرة خطيرة ودار يستحق الوقفة، ويستوجب العلاج، وذلك لأمرين هامين:

الأمر الأول: أن الصلاة ميزان لقبول الأعمال أوردها، يقول عليه الصلاة والسلام: «أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح له سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله» (٢).

الثاني: أن المرء ليست له من صلاته إلا ما عقل منها، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما وفي المسند مرفوعًا «إن العبد ليصلي الصلاة ولم يكتب له إلا نصفها، أو ثلثها أو ربعها حتى بلغ عشرها» (٣).

فهل ترضى يا أخا الإسلام أن ترد أعمالك الأخرى بسبب عدم إصلاح صلاتك؟ وهل يكفيك أن تكتب لك من صلاتك ربعها أو ثمنها أو عشرها.

أيها المسلمون ... أيها المصلون وهنا ترد الأسئلة التالية:

ما معنى الخشوع في الصلاة؟ وما حكمه؟ وما مظاهر عدم الخشوع في صلاتنا، وكيف نستجلب الخشوع في الصلاة؟ .

أما معنى الخشوع في الصلاة: فهو .. كما قال ابن كثير .. رحمه الله: تفريغ


(١) أخرجه الترمذي ورواية النسائي أرجح ابن رجب ص/ ٢٥.
(٢) رواه الطبراني في الأوسط وغيره عن أنس وسنده صحيح، صحيح الجامع الصغير ٢/ ٣٥٢.
(٣) مدارج السالكين ١/ ١١٢ عن المنجد في رسالته ٣٣ سببًا للخشوع في الصلاة ص ٦٠/ ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>