لقد شعت أنوار حضارتنا فأضاءت الكون بنورها، وتنفَّس المظلومون والمضطهدون الصُعداء على أفياء عدلها وأصالتها نحن أهل الثقافة لكنها الثقافة الأصيلة التي تحفظ للفرد كرامته، وللمجتمع أمنه، وللحاكم والمحكوم حقوقهما لم تكن ثقافتنا سلبية أو نصوصًا جامدة، بل حَدَتْ بنا إلى الابتكار والتجديد والإنتاج والتحفيز، والطموح في كل ميدان .. لكن {باسم ربك الذي خلق}.
كانت هذه الثقافة الإيمانية الأصيلة تفسر لنا كلَّ شيء في هذا الكون بصدق منطق، واعتدال نظرته وشمول في الرؤية، لا تناقض ولا حيرة بل هداية ويقين {تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم}.
وسارت هذه الحضارة وانتشرت هذه الثقافة في كل مكان، ولا تزال مكتبات العالم كله تحتفظ بمخطوطات علمائنا وتشهد على إنجاز حضارتنا.
وما يزال العلماء إلى عصرنا يحققون في هذا التراث الضخم، ويساهم المسلم وغير المسلم في تحقيق هذا التراث، ويشترك غير المسلمين مع المسلمين في الإعجاب بهذا التراث الضخم.
ولئن لم يسلم هذا التراث الإسلامي من الاعتداء والغزو، والتحريف والتشكيك فتلك سنة من سنن الله في التدافع والصراع بين الحق والباطل، وبين أهل الإسلام وملل الكفر.