ولكن الداء العضال حين يتطاول على هذا التراث الأصيل من أبناء الإسلام، مدعيًا التجديد فيه، أو راكبًا قطار الآخرين، أو متدثرًا بحرية النقد، وهم إنما يرومون التشكيك في الأصول والتطاول على الثوابت، ونشر الفكر المنحل، وترويج الثقافة العفنة .. ومن هنا صدرت كتب في الإلحاد والزندقة، وكتبت روايات في الجنس تدعو لإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا وألِّفت كتب في الأدب تعتمد الحداثة الغربية، وتحطم الأطر وتنفلت من كل قيد حتى خُشيت بسبِّ الدين والسخرية من القيم، بل تطاولت على ربِّ العالمين - تعالى وتقدس - وألِّفت كتب أخرى في التاريخ تطعن بخير القرون، وتقرأ التاريخ قراءة مادية نفعية، وتسلط الضوء - أكثر - على السقطات، وتهمل الشامخات، وتدَّعي تحرير التاريخ أو إنقاذ التاريخ .. وهي تطعن فيه بالصميم! !
وهكذا الأمر في علم الاجتماع أو التربية - أو نحوها من العلوم الإنسانية - التي شوّهها أدعياء الإصلاح، ومن تسمون أحيانًا بالنخب المثقفة .. وللحق والعدل فثمة كتابات ومؤلفات في هذه الفنون .. تعتبر أنموذجًا للمنهج العلمي الرصين، وللعزة بالإسلام وأهله.
إخوة الإسلام .. ولئن كان هذا الركام الثقافي المستغرب واحدة من مشكلات الأمة ومعوقاتها عن النصر - إذ هو بوق للأعداء ومبشر بحضارتهم وداع لقيمهم - وتلك الحضارة المبشر بها هي اليوم التي تحاصر المسلمين في عقر دورهم وتعيق تقدمهم، بل تقتل شعوبهم وتستعمر بلادهم وتنهب خيراتهم؟ !