وإذا رعت بلادنا - وفقها الله للخير - مؤتمرات أو ملتقيات لصحة البيئة فلأن ترعى صحة الفكر وسلامة المعتقد من باب أولى، وصحة البيئة الفكرية والقيمية ركن مهم في سلامة البيئة وصحتها بمفهومها الأعمق والأشمل.
وإذا كان لبلادنا - بلاد الحرمين - سبق مشكور في الاحتجاج على إساءة الدانمرك للإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم وللمسلمين فمن غير المعقول أن ترضى أن يساء للدين والقيم والإسلام والمسلمين بل ويتطاول على رب العباد .. في أرضها وعبر وزارة من وزاراتها.
لقد استنكر عدد من مسئولي الدولة ما جرى في معرض الرياض من عبث في الثقافة باسم الثقافة، ومن ترويج للكتب الساقطة والممنوعة باسم الحرية .. ولا يزال الناس بانتظار الخطوة الأخرى لهذا الاستنكار، وحذَّر مفتي عام المملكة في خطبة الجمعة من بيع أو شراء الكتب المنحرفة أما اعتراف المسئولين بوزارة الثقافة والإعلام بوجود تجاوزات في المعرض، وحصول الخطأ فهذا وحده لا يكفي .. فكيف يعالج الخطأ وقبل ذلك كيف ومن المسئول عن هذا الخطأ.
إن الناس من الوعي بدرجة لا يكفي فيها مجرد الاعتراف والاعتذار البارد، بل لابد من خطوات عاجلة لما حصل، وخطوات مستقبلية تضمن عدم تكرار الخطأ أعوذ بالله {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد}.