يا مسلم يا عبد الله وإذا وفقك الله لتكسب الحلال .. وحافظت على فرائض الله .. فاشكر الله على ما وهبك من مال واعلم أنك ممتحن فيه جمعًا وإنفاقًا .. فلا تجمعه من كسب حرام - أيًا كان نوع هذا التكسب - وسواء كان ذلك مباشرة أو بالإعانة .. فالله تعالى أمرنا أن نتعاون على البر والتقوى ونهانا عن التعاون على الإثم والعدوان.
وكما تجاهد نفسك على عدم بيع المأكول المحرم أو المشروب المحرم، أو اللباس المحرم فجاهد نفسك كذلك ألا تعين من بيع المحرمات أو يتعامل في التعاملات المحرمة كالربا ونحوها - مما حرم الله-.
واحرص على إنفاق المال فيما أمر الله. وابدأ بالفرائض والواجبات كالزكاة .. ثم احرص على الصدقات - فهذه وتلك حرز لمالك وسبب لنمائه في الدنيا وهي خير وثواب عظيم تجده يوم تلقى الله.
ويشهد الناس في واقعهم مصداق حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم:«اللهم اعط كل منفق خلفًا وكل ممسك تلفًا» ..
والله تعالى كما يمحق الربا، يربي الصدقات .. وكما يعاقب الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله بالعذاب الأليم .. هو سبحانه يعد الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منًا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ..
وجماع الأمر .. أن يتصور المسلم أنه في عبادة لربه في حال صلاته وصومه .. وهو في عبادة لربه في حال بيعه وشرائه وإنفاقه ..
ومن الخطأ والجهل أن يكون للمسلم حال وهو في المسجد .. وحال أخرى تناقضها وهو في السوق والمتجر .. إنها عبودية لله في كل حال وفي كل ميدان