الصراط المستقيم. «ألا وإنكم ستلقون بعدي أثره». قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال:«اصبروا حتى تلقوني». {إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}[يوسف: ٩٠]{وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً}[آل عمران: ١٢٠].
٤) الاعتبار بقصص السابقين المؤمنين وفي مقدمتهم الأنبياء والمرسلون، ومعرفة ما جرى لهم وكيف صبروا وثبتوا وتجاوزوا المحن كذلك عامل من عوامل الثبات، ألم يقل الله لنبيه وخاتم رسله محمد صلى الله عليه وسلم:{وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}[هود: ١٢٠]، وقيل للمؤمنين كافة {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ}[يوسف: ١١١].
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً}[الفرقان: ٣٢] كم نحتاج لدواء القرآن وهو شفاء .. وحاجتنا إليه في زمن الشدائد أشد .. وكم نهجر القرآن تلاوة أو عملاً أو علمًا أو تحاكمًا والقرآن يهدي للتي هي أقوم ..
٦) واللجأ إلى الله وصدق الدعاء والتضرع عامل مهم من عوامل الثبات، فالله فارج الكربات ومجيب الدعوات، وكان من دعاء المؤمنين {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}{فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا} ومهما بلغ الإنسان فهو محتاج إلى تثبيت الله وتسديده.