أجل ألم يقل الله لنبيه وخيرته من خلقه:{وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً}.
ألا فلنلح على الله بتوفيقنا للصراط المستقيم، ولنلح على الله بالثبات على هذا الصراط حتى نلقاه، وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء.
٧) والرفقة الأخيار والجلساء الصالحون خير معين على الاستقامة والثبات على الحق بإذن الله فهم يشجعونك حين تحسن أو ينصحونك حين تضعف، تأنس بهم وتتقوى وتتعاون وإياهم على البر والتقوى، وإياك ورفقة السوء.
٨) أيها المسلمون وهنا وفي نهاية الحديث أقف عند عامل مهم من عوامل الثبات على دين الله ألا وهو السعي في حوائج المسلمين وتنفيس كرباتهم فمن مشى في حاجة أخيه حتى يثبتها له ثبت الله قدميه على الصراط، تدعو الحاجة إليه في زمن بات المسلمون هدفًا سهلاً للأعداء يقتلون ويشردون وتمارس بحقهم أبشع أنواع التعذيب وأي وجدان لا يتأثر لمشاهد الفلسطينيين وبيوتهم تهدم ومخيماتهم تحاصر وتقصف وقتلاهم بالعشرات يتساقطون، ومزارعهم تدمر، والآخرون مهددون ينتظرون الموت صباح مساء .. وعلى مرأى ومسمع من العالم كله ..
وفي العراق احتلال وانتهاك وقتل واغتصاب، وممارسات بشعة يندى لها جبين الإنسانية، فضلاً عن تأثر المسلمين ورفض أصحاب القيم والمبادئ وفي سجن أبي غريب نموذج للفضائح، ظن الملأ المفسدون أنه يرضي العالم العربي والإسلامي أن يعتذروا لما حصل، وانكشف للمجتمع الغربي أن جنودهم الذين ذهبوا لإنقاذ العراقيين من الظلم والاستبداد .. باتوا يمارسون بأنفسهم أبشع الجرائم وأقسى الظلم، ويعيدون لذاكرة التاريخ محاكم التفتيش، وممارسات النازية ..