للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصوب من غيره، ويبلغ به الغرور بما عنده حدًا يزدري به ما عند غيره .. إما بنوع بغي أو حسد، ثم تقوده هذه المشاعر إلى احتقار الآخرين ولمزهم والتشكيك فيما عند غيره ولو كان حقًا فإن عملية التأمل فيه بعين العدل والإنصاف وإذا انتشر داء البغي والحسد ثارت رياح الفرقة، وسادت البغضاء، وحصل النفور والافتراق.

٤ - شهوة الزعامة وحب الصدارة بحيث يسعى صاحب هذا المرض إلى أن يكون متبوعًا لا تابعًا، وآمرًا لا مأمورًا، ويدعوه ذلك إلى رفض ما عند الآخرين وعدم تقبل وجهات نظرهم وإن كانت صائبة .. بل قد يخيل لهذا المريض أنه وحده حامي حمى الإسلام وأنه الأجدر بالقيادة والريادة دون سواه.

٥ - سوء الظن بالآخرين وتغليب التشاؤم على التفاؤل فهو في الغالب يسيء الظن بالآخرين، إلى حد لا يثق بأحد .. ولا يصوب عملاً، ويطغى عليه جانب التشاؤم بحيث يرى أن كل عمل لم يعمله أو يشرف عليه مصيره الفشل ونهايته الخسران، وهذا الداء يخفى وراءه أمراضًا وأدواء أخرى كالآثرة وحب الذات، واتهام الآخرين، والرغبة في الوقيعة بأعراض المسلمين ..

بينما عكس ذلك من حسن الظن وحسن الفأل يعبر عن قلب سليم ونفس كريمة تحب للآخرين كما تحب لنفسها وتحاول تعليل الأخطاء وإيجاد المعاذير قبل إصدار الأحكام، ورحم الله عمر وهو القائل: «لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المسلم سوءًا وأنت تجد لها في الخير محملاً» (١).

٦ - الخلط بين الثوابت والمتغيرات وبين الأصول والفروع فهناك ثوابت لا يجوز لأحد أن يتهاون فيها أو يفرط في الحفاظ عليها، وهناك أمور وقضايا


(١) (تفسير ابن كثير ٤/ ٢١٢، الصوبان/ منهج المحدثين وأثره في وحدة الصف/ ١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>