فرعية يسع الخلاف فيها، ولا ينبغي أن تكون أساسًا للمفاصلة أو سببًا للفرقة .. وحين تختلط الأمور ولا يميز بين هذه وتلك يقع الخلاف لأدنى سبب ويظن هذا المختلف أنه يحكم الشرع ويحمي حمى العقيدة وينسى أن ما أحدثه من شرخ الفرقة والخلاف أعظم بل نسي أن من مقاصد الشرع الاجتماع لا الافتراق والاتفاق لا الاختلاف، وبالتالي فلا ينبغي أن توالي أو تعادي على أمر من الدين فيه متسع للحوار والنقاش وفي المقابل لا ينبغي أن تضيع حرمات الدين وأصوله في سبيل جمع الكلمة ونبذ الفرقة والاختلاف على حساب الأصول والثوابت.
عباد الله ولا تقف أسباب الفرقة والاختلاف عند هذه الأسباب فثمة أسباب أخر .. ولكن الجامع لها ضعف الإيمان والتقى وتغليب الهوى على الهدى، وحب الذات في مقابل سحق الآخرين، والجهل بأحكام الشريعة ومقاصد الإسلام والعصبية الممقوتة للمذهب أو للطائفة أو للبلد أو الجنس، وإيثار الدنيا على الآخرة، وعدم الوعي بآثار الخلاف وسلبياته.
إن للخلاف والفرقة آثارًا سيئة لا بد أن يعيها المسلمون ويقدروها حتى لا يقعوا في الفرقة والشتات.
١ - ومن آثار الخلاف تصدع صف المسلمين وفشلهم وذهاب ريحهم، وما زال ربهم يحذرهم ويقول تعالى:{ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}[الأنفال: ٤٦].
٢ - وينتج عن ذلك أثر سلبي آخر وهو تسلط الأعداء عليهم، إذ لا يتمكن الأعداء من استباحة دماء المسلمين وأعراضهم واستحلال ديارهم وأموالهم إلا إذا وهنوا عن مقاومته وضعفوا عن مواجهته، ومن أعظم الوهن والضعف: الفرقة والشتات الناتج عن الاختلاف والافتراق .. ومن يبصر واقع المسلمين