للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالصعود: جبل من نار يصعد فيه سبعين خريفًا، ثم يهوى به كذلك فيه أبدًا. وقيل: هو جبل في النار من نار يكلف أن يصعده فإذا وضع يديه ذابت، وإذا رفعها عادت، وإذا وضع رجله ذابت وإذا رفعها عادت. وقيل هو: صخرة عظيمة يسحب عليها الكافر على وجهه. وقيل: هو مشقة من العذاب، أو عذاب لا راحة فيه - وهو اختيار ابن جرير (١).

أيها المسلمون .. حين يعرف المرء الحق ثم يحيد عنه أو يلبس يمكن كشأن المجرمين قديمًا وحديثًا، تكون العقوبة قاسية والذكر سيئًا .. وكذلك كان الوليد ..

لقد جاء إلى أبي بكر رضي الله عنه - فسأله عن القرآن، فلما أخبره خرج على قريش فقال: يا عجبًا لما يقول ابن أبي كبشة، فوالله ما هو بشعر ولا بسحر، ولا يهذي من الجنون، وإن قوله لمن كلام الله. وفي رواية: فوالله ما منكم أحد أعلم بالشعر مني، ولا بأشعار الجن، وما يشبه شيئًا من ذلك، وإن له لحلاوة، وإنه ليعلو وما يعلى عليه.

وهكذا اعترف الوليد بعظمة القرآن، وقاتل الله رفقة السوء وقرناء السوء كيف يوقعون أصحابهم، فلما سمع بذلك النفر من قريش ائتمروا فقالوا: والله لئن صبأ الوليد لتصبون قريش. فلما سمع بذلك أبو جهل قال: أنا أكفيكم شأنه، فانطلق حتى دخل عليه فقال للوليد: ألم تر قومك قد جمعوا لك الصدقة؟ فقال: ألست أكثرهم مالًا وولدًا، فقال له أبو جهل: يتحدثون أنك إنما تدخل على ابن أبي قحافة لتصيب من طعامه، فقال الوليد: أقد تحدثت بذلك عشيرتي؟ فلا والله لا أقرب ابن أبي قحافة ولا عمر ولا ابن أبي كبشة -يقصد النبي- وما قوله إلا سحر يؤثر. فأنزل الله بشأنه الآيات السابقات (٢).


(١) (تفسير ابن كثير ٨/ ٢٩١، ٢٩٢).
(٢) (ابن كثير ٨/ ٢٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>