المسلول) وقد كان لهذا المسمى ثمنًا أعطى خالد من نفسه للإسلام، ومارسه في حركة الفتح الإسلامي .. وأرض العراق وما وراءها، وأرض الشام وما جاورها، تشهد لخالد بالبلاء والفتح المبين، وصفحات التاريخ تعطر بذكر هذا البطل الصنديد ولئن علم الناس من شجاعة خالد ما عرفوا .. فثمة جهد لخالد قد ينغمر في حياته العظيمة، ألا وهو الدعوة للإسلام، فغير المسلمين كان يعجب بخالد وشجاعته ثم يكون الحوار وينتهي إلى الإسلام .. وإليكم نموذجًا لذلك:
حوار خالد مع جرجة:(١)
قالوا: وخرج جرجه أحد الأمراء الكبار من الصف واستدعى خالد بن الوليد، فجاء إليه حتى اختلفت أعناق فرسيهما، فقال جرجة: يا خالد أخبرني فاصدقني ولا تكذبني، فإن الحر لا يكذب، ولا تخادعني فإن الكريم لا يخادع المسترسل بالله، هل أنزل الله على نبيكم سيفا من السماء فأعطاكه الله فلا تسله على أحد إلا هزمتهم؟ قال: لا، قال: فبم سميت سيف الله؟ قال: إن الله بعث فينا نبيه فدعانا فنفرنا منه ونأينا عنه جميعا، ثم إن بعضنا صدقه وتابعه، وبعضنا كذبه وباعده، فكنت فيمن كذبه وباعده، ثم إن الله أخذ بقلوبنا ونواصينا فهدانا به وبايعناه، فقال لي: أنت سيف من سيوف الله، سله الله على المشركين. ودعا لي بالنصر، فسميت سيف الله بذلك، فأنا من أشد المسلمين على المشركين.
فقال جرجة: يا خالد إلى مَ تدعون؟ قال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده
(١) (انظر البداية والنهاية لابن كثير ٧/ ١٤، ١٥) أحداث سنة ١٣ هـ.