وإلى أن أجيب عن هذه الأسئلة في خطبة قادمة -بمشيئة الله- أختم حديث اليوم بالقول: والعجب لا ينتهي والدعم للعمل الخيري الغربي لا يقف عند حد دعم كبار الأثرياء، ولا عند دعم المؤسسات الوقفية الغربية ذات الأرصدة الضخمة .. بل يصل في قمته إلى دعم الرئيس الأمريكي، ومؤازرته له، وفي كلمة (بوش) التي انتظرها العالم في الذكرى الأولى لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، ركز في كلمته وبشكل لافت للنظر على أهمية العمل الخيري الأمريكي، في الوقت الذي تعلن فيه الحرب على المؤسسات الخيرية الإسلامية، ومما قاله في هذا الصدد: وقد سألني عدد لا يحصى من جميع أنحاء البلاد كيف يمكنني أن أساعد في الحرب على الإرهاب؟ والجواب -كما يقول بوش- هو تغلبوا على الشر بأعمال الخير، أحبوا جارًا، تواصلوا مع شخص يعاني من حاجة، أطعموا جائعًا، علموا طفلاً القراءة، أو شاركوا في الجهود المحلية للتأهب لحالات الطوارئ. (القطاع الخيري ٥١٨).
هكذا إخوة الإسلام ينادي الغرب بأعمال الخير، وتستحث الساسة شعوبَهم للمساهمة، ولئن كان هذا منهم، أليس تناقضًا صارخًا .. أليس استغفالًا للمسلمين، بل وقهرًا لكرامتهم، واعتداءً على قيمهم وإسلامهم حين يمارس الغرب الضغط على مؤسساتهم ومحاصرة إنفاقهم؟ !
وصدق الشاعر حين قال:
بلاد المسلمين بلاد خير ... به شهد المؤيد والمشيح
ألا يا من يعكر ما وردنا ... خسرت فنبع أمتنا طفوح
هو الإسلام غوث للناس يسمو ... به عقل وتسعد فيه روح
رويدك لو خضعنا للدعاوى ... لما فتحت لأمتنا الفتوح
ولا سمعت بدين الله (حينٌ) ... ولا شفيت بمنهجه الجروح