للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونحن لا نحتاج إلى مزيد نقوله لنؤكد حقد وعداوة القوم واتهامهم للإسلام والمسلمين، والله يقول عنهم: {إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} [الممتحنة: ٢]. ويقول: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء: ٨٩]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَا إِن تُطِيعُوا فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} [آل عمران: ١٠٠].

ولكنا نذكر ذلك لنرفع اللثام عن الدعوى المغرضة بمحاربة الإرهاب ومطاردة الأصولية، فالأمر أبعد من هذا وأعمق، وإنما جعل (الإرهاب) قناعًا خادعًا أمام البسطاء، واستطاع الغرب وأذنابهم بحملة ظالمة مظلة تمرير مشاريعهم المفسدة، وتبرير حروبهم المدمرة، وتجفيف المنابع الإسلامية .. وكل ذلك باسم (الحملة على الإرهاب)، هذا (القميص المفترى) والذي فصل ونسج في بلاد الغرب، وألبسه المسلمون زورًا وبهتانًا، وما أكل الذئب يوسف عليه السلام، وما صدق يعقوب عليه السلام الفرية بمجرد قطرات دم كاذبة نثرت على قميص الغلام!

إنها (دعوى الإرهاب) .. فرية أبى الله إلا أن يكشفها، وستنكشف أكثر مع مرور الزمن .. لكن وماذا ينفع النائمين إذا استيقظوا على مكر الأعداء وهم يجوسون خلال الديار، وأي خسارة إذا تنبه الغافلون وقد سرق اللصوص نفائس الكرماء؟ !

لا بد أن ندرك أن (الإرهاب) في مصطلح الغرب يعني عداوة أمريكا، فكل من حارب أو عادى أمريكا، فهو (إرهابي)، ولا بد أن ندرك كذلك أن من أهداف الغرب الإستراتيجية ضرب العمل الإسلامي باسم (محاربة الإرهاب)، وما محاصرة القطاع الخيري إلا أسلوب من أساليب تطويق العمل الإسلامي.

<<  <  ج: ص:  >  >>