أجل إن الله أغير لدينه وحرماته منا، ولكن {مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}.
وثمة رسالة توجه للجنود المجهولين العاملين في القطاع الخيري، ملؤها الإعزاز والإكبار لمجهوداتكم، فكم سهرتم والناس نيام، وكم سافرتم وتحملتم المخاطر، وغيركم آمنون مقيمون بين أهلهم وأبنائهم، تحية لكم حين تخططون، وتحية لكم حين تنفذون، وما أشد فرحتكم حين يدعم الآخرون مشاريعكم، وكأن كل درهم هدية لكم، مع أنه يحملكم مزيدًا من المسئولية والعناء.
وهمسة في آذانكم تقول: اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله، ومعها أخرى تقول: ولا مزيد من التفكير والتخطيط المستقبلي، والتحدي في قدرتكم على فتح آفاق جديدة للعمل الخيري، وعلى تجييش الناس للعمل ودعم القطاعات الخيرية، وإياكم أن يستفزكم الذين لا يوقنون، أو يوهن من عزيمتكم المثبطون والشانئون والمرجفون حتى وإن كانوا من أبناء جلدتكم ومن أقرب الناس إليكم.
* أيها المسلمون جميعًا .. ولا يسوغ لنا بحال أن نعطل السنة النبوية في الجمع في المساجد للمحتاجين وإغاثة الملهوفين، ورسول الهدى صلى الله عليه وسلم ما زال يحث المسلمين ويستصرخهم لسد حاجة (وفد مضر)، حتى جمع لهم من المال والمتاع ما أذهب البؤس عنهم وغير حالهم وسد حاجتهم .. ولكم في رسول الله أسوة حسنة.
وعلى العلماء وطلبة العلم والدعاة والأئمة والخطباء أن يقوموا بدورهم بجمع التبرعات، وأن يكونوا وسطاء خير بين أصحاب المال والعاملين في القطاع الخيري؛ فالدال على الخير كفاعله.