يا أخا الإسلام الله يهدي للتي هي أقوم ثم يشكر المهتدي وينعم بالصحة والمال ويشكر العابد المنفق، وينعم بالعقل ويشكر المتفكر المؤمن، ويهدي لأحسن الأخلاق والأعمال، ويجزي صاحب الخلق والعمل الحسن.
يا ابن آدم أين تفر من الشكر لله، وأنعمه تحاصرك في ضعفك وإقامتك، وفي حال سرائك وضرائك نعم تترى في اليقظة والمنام، وفي الليل والنهار، سرًا وجهرًا، ظاهرًا وباطنًا .. عافية وأمان، وأموال وأولاد، ومباهج لا تحصى .. حتى إذا ضعفت وتجاوزت حدود الله سترك وأعطاك فرصة للتوبة والندم.
حتى إذا نسبت وغفلت ذكرك واعظ الله علك أن تفيق وتتذكر ..
حتى إذا مرضت وعجزت كتب الله لك من الأجور والحسنات مثل ما كنت تعمل يوم كنت سليمًا مقيمًا ..
يا عبد الله كن من الشاكرين حقًا فهم كما قال الله:{وقليل من عبادي الشكور}[سبأ: ١٣].
ولا تحسبن الشكر مجرد كلمة تمر على اللسان مرورًا عابرًا فالشكور - كما قال العالمون - ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده ثناءً واعترافًا، وعلى قلبه شهودًا ومحبة، وعلى جوارحه انقيادًا وطاعة (١).
الشاكر هو من يشكر على الرخاء بزيادة الثناء وعدم البطر ويشكر على البلاء بزيادة الصبر والإمساك عن الشكوى.
إخوة الإسلام ولعظيم منزلة الشكر قرنه الله بالإيمان فقال:{ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم}[النساء: ١٤٧].
والشاكر هو من يرى عليه أثر الشكر ثناءً على الله وقيامًا بواجبات الله،