للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وانتهاءً عن المحرمات من سيما الشاكرين البكاء تعظيمًا وخوفًا .. هم الشاكرون الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون.

الشاكرون يتواضعون وإن كانوا كبارًا، ويسارعون للخيرات وإن كانوا لها سابقين ..

يحتاج الشكر إلى إعانة من الله .. والدعاء واحد من مفاتح الشكر، فاسأل ربك أن يجعلك في زمرة الشاكرين ولقد كانت وصية المحب لمن أحب بالاستعانة بالله على الشكر، فقد أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد معاذ بن جبل رضي الله عنه وقال: «يا معاذ، والله إني لأحبك، والله إني لأحبك، أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» (١).

وقد كان من دعاء الصالحين {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ ... }.

يا عبد الله ويعينك على الشكر أن تنظر إلى من فوقك في الدين فتقتدي به، وتنظر في دنياك إلى من هو دونك فتحمد الله على تفضيل الله لك عليه، وقد ورد في الأثر عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرًا صابرًا، ومن لم تكونا فيه لم يكتبه الله لا شاكرًا ولا صابرًا من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به، ونظر إلى دنياه إلى من هو دونه، فحمد الله على ما فضله به عليه كتبه الله شاكرًا صابرًا، ومن نظر في دينه إلى من هو دونه، ونظر في دنياه إلى من هو فوقه فأسف على ما فاته منه، لم يكتبه الله لا شاكرًا ولا صابرًا» (٢).


(١) رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (١/ ٢٨٠).
(٢) أخرجه الترمذي وقال حسن غريب (٢٥١٢) وضعف إسناده محقق جامع الأصول (١١/ ٦٩٧) [نظرة النعمة ٦/ ٢٤٠٩].

<<  <  ج: ص:  >  >>