للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تدبر القرآن أثناء الصلاة أو خارجها أذكر بمقولة أحد السلف «إن الله جمع الكتب المنزلة في القرآن، وجمع علم القرآن في المفصل، وجمع علم المفصل فاتحة الكتاب، وجمع علم فاتحة الكتاب في قوله {إياك نعبد وإياك نستعين} (١). وأذكر من يقرؤون من الآيات دون تدبر بموقف قتادة بن النعمان رضي الله عنه الذي قام الليل لا يقرأ إلا {قل هو الله أحد} يرددها لا يزيد عليها (٢).

٣ - ومما يعين على الخشوع في الصلاة تذكر الموت، والصلاة صلاة مودع، وفي هذا يقول صلى الله عليه وسلم «اذكر الموت في صلاتك، فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحري أن يحسنها، وصل صلاة رجل لا يظن أنه يصلي غيرها» (٣). إي وربي إن صلاة من يظن أجله قاب قوسين أو أدنى لتختلف عن صلاة من خدع بطول الأمل وحب الدنيا.

٤ - أيها المسلمون ومن الأمور المعينة على الخشوع في الصلاة الحرص على سنن الصلاة، فصلاً عن الإتيان بواجباتها والأركان، ولهذا وذاك أثر في خشوع المصلي، أرأيت وضع اليد اليمنى على اليسرى على صدر المصلى ... كم فيه من عبودية لله رب العالمين، وقد سئل الإمام أحمد يرحمه الله عن المراد بذلك فقال «هو ذل بين يدي عزيز» قال علي بن محمد المصري الواعظ يرحمه الله: ما سمعت في العلم بأحسن من هذا» (٤). فوق ما في ذلك من اتباع هدي المرسلين «إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة» (٥) ثم أرأيت


(١) الفتاوى لابن تيمية ١٠/ ١٨.
(٢) رواه البخاري الفتح ٩/ ٥٩ وأحمد ٣/ ٤٣.
(٣) أخرجه الديلمي في مسنده بسند حسن: الخشوع للهلالي/ ٤٥، المنجد/ ١٣.
(٤) الخشوع في الصلاة لابن رجب ٣٦، ٣٧.
(٥) رواه الطبراني في المعجم الكبير، وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح ٣/ ١٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>